منتدى بيت الأسرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بيت الأسرة


 
الرئيسيةبوابة الأسرةأحدث الصورالتسجيلدخول
نرحب مجددا بجميع أعضاء بيت الأسرة ,, ويسعدنا تننشيط عضويتكم بالتواصل على جوالي بالنسبة للأعضاء ,, وعلى جوال أم عبدالله بالنسبة للأخوات ,, وبامكان الجميع التواصل معي على ايميلي aabohadi @hotmail.com ,, متمنين للجميع سنة جميلة مليئة بالحب والتواصل
 


 

 ذكر شجاعته صلى الله عليه وسلم وجُوده(ذاكرة التاريخ الاسلامي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ماجد قادري
عضو ذهبي
عضو ذهبي
ماجد قادري


نقاط : 8656
سمعة العضو : 5
الموقع : صبيا

ذكر شجاعته صلى الله عليه وسلم وجُوده(ذاكرة التاريخ الاسلامي) Empty
مُساهمةموضوع: ذكر شجاعته صلى الله عليه وسلم وجُوده(ذاكرة التاريخ الاسلامي)   ذكر شجاعته صلى الله عليه وسلم وجُوده(ذاكرة التاريخ الاسلامي) Icon_minitimeالجمعة أبريل 30, 2010 4:46 am

ذكر شجاعته صلى الله عليه وسلم وجُوده
قال أنس:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس ، وأسمح الناس ، وأحسن الناس.
وقع في المدينة فزعٌ فركب فرساً عرياناً (لأبي طلحة ما عليه سرج ، وعليه السيف)(2) فسبق الناس إليه فجعل يقول:أيها الناس لم تُرَاعوا لم تُرَاعوا. وقال علي بن أبي طالب:"كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول اللهّ صلى الله عليه وسلم فكان أقربنا إلى العدو".
وكفى بهذا شجاعة أنّ مِثْل علي الذي هو هو في شجاعته يقول:هذا، وقد تقدم في غزواته ما يستدل به على تمكنه من الشجاعة وأنه لم يقاربه فيها أحد.
ذكر عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسراريه وأولاده
قال ابن الكلبي:إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج خمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة،وجمع بين أحدى عشرة، وتوفي عن تسع.
وأول امرأة تزوجها خديجة بنت خويلد، وكان تزوجها قبله عتيق بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، ومات عنها، وتزوجها بعد عتيق أبو هالة بن زرارة بن نباش بن عدي التميمي فولدت له هند بن أبي هالة ثم مات عنها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له ثمانية:القاسم ، والطيب ، والطاهر، وعبدالله ، وزينب ، ورقية ، وأمّ كلثوم ، وفاطمة ، فأما الذكور فماتوا وهم صغار، وأمّا الإناث فبلغن ونُكِحْن وولدن. ولم، بتزوج على خديجة في حياتها أحداً ، وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين ، ولم يولد له ، ولد من غيرها إلا إبراهيم.
فلما توفيت خديجة نكح بعدها سودة بنت زَمْعَة، ومّيل:عائشة(1) ،فأما عائشة. فكانت يوم تزوجها صغيرة بنت ست سنين.
وأما سودة فكانت امرأة ثيباً، وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس أخي سهيل بن عمرو، وكان من مهاجرة الحبشة، فتنصر بها ومات فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، وكان الذي خطبها عليه خولة بنت حكيم زوجة عثمان بن مظعون ، فدخل بسودة بمكة زوجها منه أبوها زمعة بن قيس ، فلما تزوجها كان أخوها عبد بن زمعة غائباً، فلما قدم جعل يحثي التراب على رأسه فلما أسلم قال:"إني سفيه حيث فعلت ذلك "، وندم على ما كان منه.
وأما عائشة فدخل بها بالمدينة وهي ابنة تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة ولم يتزوج بكراً غيرها، وماتت سنة ثمان وخمسين.
ثم تزوج بعدها حفصة بنت عمر بن الخطاب وكانت قبله عند خُنَيْس بن حذافة السهمي:- وكان بدرياً ولم يشهد، من بني سهم بدراً غيره ولم تلدله شيئاً، وماتت بالمدينة في خلافة عثمان. ثم تزوج ، بعدها أم سلمة ابنة أبي أمية زاد الركب المخزومية، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي شهد بدراً (وكان فارس القوم) وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها - وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الأحزاب وماتت سنة تسع وخمسين ، وقيل:بعد قتل - الحسين رضي اللهّ عنه. ثم تزوج زينب بنت خزيمة من بني عامر بن صعصعة، ويقال لها:أم المساكين وتوفيت في حياته ولم يمت في حياته غيرها وغير خديجة بنت خويلد، وكانت زينب قبله عند الطفيل بن الحارث بن المطلب. ثم تزوج عام المريسيع جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار الخزاعية من بني المصطلق ، وكانت قبله عند مسافع بن صفوان المصطلقي لم تلد له شيئاً. ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب -، وكانت عند عبيدالله به جحش ، وكان من مهاجرة الحبشة فتنصر ومات بها فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها عليه وتزوجها وهي بالحبشة، وزوجها منه خالد بن سعيد بن العاص ، وقيل:بل خطبها إلى عثمان بن عفان فزوجها منه وبعث فيها إلى النجاشيّ فساق منه المهر أربعمائة دينار وأرسلها إليه ، وتوفيت في خلافة أخيها معاوية فلم تلد له شيئاً. ثم تزوج زينب بنت جحش وكانت قبله عند زيد بن حارثة مولاه فلم تلد له شيئاً، فزوجها الله إياه ، وبعث في ذلك جبريل ، وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتقول:أنا أكرمهن ولياً وسفيراً وهي أول من توفي من أزواجه بعده ، توفيت في خلافة عمر. ثم تزوج عام خيبر صفية بنتُ حيي بن أخطب وكانت قبله تحت سلّام بن مِشكمٍ فتوفي عنها وخلف عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق فقتله محمد بن مسلمة صبرا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أعتقها النبى صلى الله عليه وسلم وتزوجها سنة ست ، وماتت سنة ست وثلاثين. ثم تزوج ميمونة ابنة الحارث الهلالية، وكانت قبله عند مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي ولم تلد له شيئاً ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بعد مسعود، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ، وهي خالة ابن عباس وخالد بن الوليد وتزوجها في عمرة القضاء بسرف. ثم تزوج امرأة من بني كلاب يقال لها: شاه بنت رفاعة وقيل:هي سني ابنة أسماء بن الصلت وقيل:ابنة الصلت بن حبيب ، توفيت قبل أن يدخل بها. ثم تزوج الشنباء ابنة عمرو الغفارية ، وقيل:الكنانية فمات ابراهيم ابنه قبل أن يدخل بها؛ فقالت:لو كان نبياً ما مات ابنه فطلقها. ثم تزوج غزية ابنة جابر الكلابية خطبها عليه أبو أسَيْد – بضم الهمزة – الساعدي فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت باللّه منه ففارقها. ثمِ تزوج أسماء ابنة النعمان بن الأسود بن شراحيل الكندي ، فلما دخل بها وجد بها بياضاَ فمتعها وردها إلى أهلها، وقيل:بل استعاذت منه أيضاً فردها. والعالية ابنة ظبيان فجمعها ثم فارقها. وقتيلة بنت قيس أخت الأشعث ة فتوفي عنها قبل أن يدخل بها فارتدت. وفاطمة ابنة شريح وقال ابن الكلبي:غزية هي أم شريك ، قال وقيل:إنه تزوج خولة ابنة الهذيل بن هبيرة وليلى ابنة الخطيم الأنصارية،
عرضت نفسها عليه فتزوجها فأخبرت قومها فقالوا: أنتَ غيور وله نساء فاستقيليه فاستقالته فأقالها ففارقها.
وأما من خطب النبي صلى الله عليه وسلم من النساء ولم ينكحها: فمنهن أم هانىء بنت أبي طالب خطبها ولم يتزوجها. ومنهن ضباعة بنت عامر من بني قشير. ومنهن صفية بنت بشامة أخت الأعور العنبري. ومنهن أم حبيبة ابنة عمه العباس فوجد العباس أخاه من الرضاعة فتركها. ومنهن جمرة ابنة الحارث ابن أبي حارثة خطبها فقال أبوها: بها سُوء ولم يكن بها فرجع إليها فوجدها قد برصت.
وأما سراريه ، فهي مارية ابنة شمعون القبطية وولدت له إبراهيم ، وريحانة ابنة زيد القرطية وقيل:هي من بني النضير.
ذكر موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمنهم زيد بن حارثة ، وابنه أسامة بن زيد. وثوبان ويكنى أبا عبدالله أصله من السراة وسكن حمص بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومات سنة سبع وخمسين ، وقيل:سكن الرملة ولا عقب له. وشقران ، وكان من الحبشة ، وقيل:من الفرس واسمه صالح بن عدي. واختلف في أمره فقيل:إن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم ورثه من أبيه ، وقيل:كان لعبد الرحمن بن عوف فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم وأعقب.
وأبو رافع ، واسمه ابراهيم ، وقيل:أسلم فقيل:*ان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل:كان لأبي أحيحة بن ص يد بن العاص فاعتق ثلاثة من بنيه أنصباءهم منه ، وشهد معهم بدراً وهم كفار وقتلوا يومئذ؛ ووهب خالد بن سعيد نصيبه منه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه ، وابنه البهي واسمه رافع وأخوه عبيدالله بن أبي رافع ، كان يكتب لعلي بن أبي طالب.
وسلمان الفارسي ؛ وكنيته أبو عبداللّه من أهل أصبهان ، وقيل:من أهل رامُهرمُز(1) أصابه سبياً بعض من كلب وبِيْع من يهودي بوادي القرى فكاتب اليهودي وأعانه النبي صلى الله عليه وسلم حتى عتق. وسفينة كان لأم سلمة فأعتقته وشرطت عليه خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته. قيل : اسمه مهران ، وقيل:رباح ، وقيل:كان من عجم الفرس.
وأنسة يكنى أبا مسروح ، وهو من مولدي السراة وكان يأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه بدراً وأحداً والمشاهد كلها وقيل:كان من الفرس.
وأبو كبشة واسمه سليم قيل:كان من موالي مكة، وقيل:كان من مولدي أرض دوس اشتراه رسول الله في طَينه وأعتقه (وشهد مع رسول الله) بدراً والمشاهد كلها ، وتوفي يوم استخلف عمر بن الخطاب سنة ثلاث عشرة.
ورويقع (1) أبو مويهبة كان من مولدي مزينة فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعتقه.
ورباح الأسود كان يأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفضالة نزل الشام. ومدعم (كان عبداً لرفاعة فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم) قتل بوادي القرى.
وأبو ضميرة قيل:كان من الفرس من ولد بشتاسب الملك فأصابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض وقائعه فأعتقه وهو جد أبي حسين.
ويسار وكان نوبياً أصابه في بعض غزواته فأعتقه وهو الذي قتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومهران مولاه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان له خَصِيّ ، يقال له:مأبور أهداه له المقوقس مع مارية وسيرين ، قيل:إنه الذي قُذِفَت مارية به فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً ليقتله فرآه خصياً، فتركه.
وخرج إليه من الطائف ، وهو محاصرهم أربعة أعبد فأعتقهم منهم أبو بكرة.
ذكر من كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر أن عثمان بن عفان كان يكتب له أحياناً، وعلي بن أبي طالب أحياناً،
وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد، والعلاء بن الحضرمي.
وأول مَنْ كتب له أبَيّ بن كعب ، وكتب له زيد بن ثابت ، وكتب له عبدالله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ورجع إلى الإِسلام يوم الفتح ، وكتب له معاوية بن أبي سفيان ، وحنظلة الأسيِّدي.
ذكر أحداث سنة إحدى عشرة
في المحرم من هذه السنة بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً إلى الشام وأميرهم أسامة بن زيد هؤلاء وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتكلم المنافقون في إمارته وقالوا:أمّر غلاماً على جلة المهاجرين والأنصار!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، وإنه لخليقٌ للامارة، وكان أبوه خليقاً لها".
وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون. منهم أبو بكر، وعمر، فبينما الناس على ذلك ابتدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه.
ذكر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته
.ابتدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه أواخر صفر في بيت زينب بنت جحش ، وكان يدور على نسائه حتى اشتد مرضه في بيت ميمونة فجمع نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيت عائشة ووصلت أخبار بظهور الأسود العنسي باليمن ، ومسيلمة باليمامة ، وطليحة في بني أسد وعسكر بسَمِيراء(1)، وسيجيء ذكر أخبارهم إن شاء الله تعالى ، فتأخر مسير أسامة لمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولخبر الأسود العنسي ، ومسيلمة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم عاصباً رأسه من الصداع ، فقال:"إنّي رأيتُ (فيما يرى النائم أنّ في عضديَ سوارَيْين من ذهب (فكرهتُهما) فنفختهما فطارا فأولتهما بكذاب اليمامة ، وكذاب صنعاء ، وأمر بإنفاذ جيش أسامة وقال:"لعن الله الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وخرج أسامة، فضرب بالجَرْف (2) العسكر وتمهل الناس وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولم يشغله شدة مرضه عن إنفاذ أمر الله فأرسل إلى نَفَرِ من الأنصار في أمر الأسود فأصيب الأسود في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بيوم ؛َ فأرسل إلى جماعة من الناس يحثهم على جهاد من عندهم من المرتدين.
وقال أبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم :ايقظني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، وقال:إني قد أمِرْتُ أن أستغفر لأهل البقيع (فانطلق معي). فانطلقتُ معه فسلّم عليهم ، ثم قال:"ليهنئكم ما أصبحتم فيه قد أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم (يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى)" ثم قال:"قد أوتيتُ مفاتيح خزائن الأرض والخلد بها، ثم الجنة وخُيَرْتُ بين ذلك وبين لقاء ربي فاخترت لقاء ربي ". ثم استغفر لأهل البقيع ، ثم انصرف فبُدِئ بمرضه الذي قبض فيه. قالت عائشة:فلما رجع من البقيع وجدني وأنا أجد صداعاً (في رأسي) وأنا أقول:وارأساه. قال:بل أنا واللّه يا عائشة وارأساه. ثم قال:ما ضرك لو مِتِّ قبلي فقمتُ عليك وكفنتك وصليتُ عليك ودفنتك ؟ فقلت:كأني بك – واللهّ لو فعلت ذلك – فرجعت إلى بيتي فعرست ببعض نسائك فتبسم وتتام به وجعه ، وتمرض في بيتي فخرج منه يوماً بين رجلين ، أحدهما الفضل بن العباس ، والآخر علي قال الفضل:فأخرجته حتى جلس على المنبر (ثم قال نادِ بالناس فاجتمعوا إليه) فحمد اللهّ ، وكان أول ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم أن صلى على أصحاب أحُد فأكثر واستغفر لهم ، ثم قال :
أيها الناس ان قد دنا(1) مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدتُ له ظهراً فهذا ظهري فليستقِدّ منه ومن كنت شتمتُ له عرضاً، فهذا عِرْضِي فليستقِدّ منه ، ومن أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه ولا يخش الشحناء من قِبَلي فإنها ليست من شأني. ألا وإن أحبكم إليّ من أخذ مني حقاً إن كان له أو حللني فلقيت ربي وأنا طيب النفس (وقد أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا).
ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع إلى المنبر فعاد لمقالته الأولى فادعى عليه رجل بثلاثة دراهم فأعطاه عوضها ، ثم قال :
أيها الناس من كان عنده شيء فليؤده ولا يقل فضوح الدنيا ألا وإن فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة.
ثم صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم ، ثم قال : إنّ عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده. فبكى أبو بكر وقال:فديناك بأنفسنا وآبائنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا يبقين في المسجد باب إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم أحداً أفضل في الصحبة عندي منه ، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلًا ولكن أخوة الِإسلام. ثم أوصى بالأنصار فقال : يا معشر المهاجرين أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد. والأنصار عيبتي (1) التي أويت إليها فأكرِموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم. قال ابن مسعود: نعى إلينا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جَمَعَنا في بيت عائشة فنظر إلينا فشدد ودمعت عيناه ، وقال:" مرحباً بكم ، حياكم الله ، رحمكم (2) الله ، آواكم الله ،حفظكم الله ، رفعكم الله ، وفقكم الله ، سلمكم الله ، قبلكم الله ، أوصيكم بتقوى الله ، وأوصي الله بكم ، واستخلفه عليكم ، وأؤديكم إليه أني لكم منه نذير وبشير أن لا تعلوا علىِ الله في عباده وبلاده فإنه قال لي ولكمSadتِلْكَ الذَارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيْدُون عُلُوّا فِي الأرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْن)(3) قلنا:فمتى أجلك ؟ قال:دنا الفراق والمنقلب إلى الله ، وسدرة المنتهى ، والرفيق الأعلى ، وجنة المأوى. فقلنا:مَنْ يغسّلك ؟ قال:أهلي (الأدنى فالأدنى) قلنا:فيم نكفنك ؟ قال:في ثيابي (هذه إن شئتم) أوفي بياض. قلنا:فمن يصلي عليك ؟ قال:مهلاً غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيراً. فبكينا وبكى ، ثم قالSadإذا غسلتموني وكفنتموني) فضعوني على سريري (في بيتي هذا) على شفير قبري ثم اخرجو عني ساعة ليصلي عليّ جبريل ، لإسرافيل ، وميكائيل ، ومَلَك الموت مع الملائكة ، ثم ادخلوا عليَّ فوجاً فوجاً فصلوا علي ولا تؤذوني بتزكية ولا رنة(4) (ولا صيحة، وليبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ثم أنتم بعد) اقرؤا أنفسكم مني السلام ، ومن غاب من أصحابي فاقرؤه مني السلام ومن تابعكم على ديني فأقرؤه السلام(1).
قال ابن عباس:يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جرت دموعه على خديه:اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه ووجعه فقال:ائتوني بدواة وبيضاء اكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً. فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهجر فجعلوا يعيدون عليه فقال:دعوني فما أنافيه خير مما تدعونني إليه فأوصى (بثلاث) أن يخرج المشركون من جزيرة العرب ، وأنْ يجازى الوفد بنحو مما كان يجيزهم ، وسكت عن الثالثة عمد أو قال:نسيتها ، وخرج علي بن أبي طالب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ، فقال الناس:كيف أصبح رسول الله ؟ فقال:أصبح بحمد الله بارئاً فأخذ بيده العباسُ بن عبد المطلب ، فقال:أنت بعد ثلاث عبد العصا ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيُتَوَفَى في مرضه هذا، وأني لأعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب فاذهب إلى رسولّ الله صلى الله عليه وسلم فاسأله فيمن يكون هذا الأمر فإن كان فينا علمناه وإنْ كان في غيرنا أمره فأوصى بنا. فقال علي :
لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس أبداً ، والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبداً) قال:فما اشتد الضحى حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة:قالت أسماء بنت عميس:ما وجعه إلا ذات الجنب فلو لددتموه (2) ففعلوا فلما أفاق قال:لم فعلتم هذا؟ قالوا:ظننا أنّ بك ذات الجنب. قال:لم يكن الله ليسلطها علىِّ:ثم قال:لا يبقى أحدٌ في البيتَ إلا وأنا انظر إلا عَمِيَ ، وكان العباس حاضراً ففعلوا.
قال أسامة:لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطتُ أنا ومَنْ معي إلى المدينة فدخلنا عليه وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها عليّ فعلمتُ أنه يدعو لي قالت عائشة:وكنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كثيراً:إنّ الله لم يقبض نبياً حتى يخيره. قالت ؛ فلما احتُضِرَ كان آخر كلمة سمعتُها منه وهو يقول:" بل الرفيق الأعلى " قالت قلت:إذاً والله لا يختارنا. وعلمتُ أنه تخير.
ولما اشتد مرضه آذنه بلال بالصلاة فقال:" مُروا أبا بكر فليصل بالناس ".
قالت:عائشة: فقلت:أنه رجلٌ رقيق وإنه متى يقم مقامك لا يطيق ذلك. فقال:مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقلت:مثل ذلك فغضب وقال:إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس. فتقدم أبو بكر فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خِفَّة ، فخرج بين رجلين فلما دنا من أبي بكر تأخر أبو بكر فأشار إليه أنْ قم مقامك فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب أبي بكر جالساً، فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر. وصلى أبو بكر بالناس سبع عشرة صلاة ؛ وقيل:ثلاثة أيام ، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في اليوم الذي توفي فيه إلى الناس في صلاة الصبِح ، فكاد الناس يفتتنون في صلاتهم فَرَحاً برسول اللهّ ، وتبسم رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم فرحاَ لما رأى من هيئتهم في الصلاة. ثم رجع وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفاق من وجعه ورجع أبو بكر إلى منزله بالسُنح.
قالت عائشة:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء يُدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول:" اللهم أعنيّ على سكرات الموت. قال:ثم دخل بعض آل أبي بكر وفي يده سواك فنظر إليه نظراً (عرفت أنه يريده) فأخذته فلينته ثم ناولته إياه فاستن به (كأشد ما رأيته يستن بسواك قبله) ثم وضعه ثم ثَقُلَ في حِجْري قالت:فذهبتُ أنظر في وجهه وإذا بَصَرُهُ قد شَخَصَ وهو يقول:" بل الرفيق الأعلى ". فقبض. قالت:توفي وهو بين سَحْرِي ونَحْري (1) فمن سَفَهِي وحداثة سِنِّي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبِضَ في حجري فوضعتُ رأسه على وسادة وقمتُ التدم مع النساء وأضرب (2) وجهي. ولما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه ونزل به الموت جعل يأخذ الماء بيده ويجعله على وجهه ويقول:واكرباه فتقول فاطمة:واكربي لكربك يا أبتي. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا كرب على أبيك بعد اليوم "، فلما رأى شدة جزعها استدناها وسارَّها فبكت ، ثم سارها الثانية فضحكت ، فلما توفي رسول الله سألتها عائشة عن ذلك قال:أخبرني أنّه ميّت فبكيت ، ثم أخبرني أنّي أول أهله لُحُوقا به فضحكتُ. ورُوِيَ عنها أنها قالت:ثم سارني الثاني وأخبرني أنِّي سيدة نساء أهل الجنة فضحكتُ. وكان موته يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ، ودفن من الغد نصف النهار، وقيل:مات نصف النهار يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الأول.
ولما توفي كان أبو بكر بمنزله بالسنح وعمر حاضر فلما توفي قام عمر فقال:" إنّ رجالاً من المنافقين يزعمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وإنه واللهّ ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران والله ليرجعَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنّه مات. وأقبل أبو بكر وعمر يكلم الناس (ولم يلتفت إلى شيء حتى دخل) على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُسَجَّى(1) في ناحية البيت (عليه بُرْد حبرة) فكشف عن وجهه ، ثم قبّله وقال:بأبي أنت وأمي طَيِّبٌ حيا وميتاً، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد مِنَهَا، ثم رد الثوب على وجهه ثم خرج وعمر يكلم الناس ، فأمره بالسكوت فأبى (إلا أنْ يتكلم ، فلما رآه أبو بكر لا يُنصت أقبل) على الناس فلما سمع الناس كلأمه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:" أيها الناس مَنْ كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات ، ومن كان يعبد اللهّ فإنّ الله حي لا يموت ". ثم تلا هذه الآية (وَمَا محمد إلّا رَسُولٌ قد خَلَت مِن قَبْلِهِ الرُسُلُ أفإنْ مَاتَ أو قُتل انقلبتُم على أعقابِكم ، ومَنْ ينقلبْ على عقَبَيْه فَلَن يَضُرَّ الله شيئاً وسَيَجْزِي اللّهُ الشَاكِرِيْن)(2) قال ة فوالله لكأن الناس ما سمعوها إلا منه. قال عمر: ما هو إلا إذ سمعتُها فعُقِرت حتى وقعتُ على الأرض ما تحملني رجلاي وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصل خبره إلى مكة وعامله عليها عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية استخفى عتاب وارتجّت مكة وكاد أهلها يرتدون فقام سهيل بن عمر وعلى باب الكعبة وصاح بهم فاجتمعوا إليه فقال:" يا أهل مكة لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله ليتمن الله هذا الأمر كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد رأيته قائماً مقامي هذا وحده وهو يقول:قولوا معي:لا إله إلا اللهّ تدين لكم العرب ؛ وتؤدي إليكمَ العَجَم الجزية ، والله لتنفقن كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله ،فمن بين مستهزئ ومصدق فكان ما رأيتم ، والله ليكونن الباقي " فامتنع الناسُ من الردة ، وهذا المقام الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسر سهيل بن عمرو في بدر لعمر بن الخطاب وقد ذكر هناك (1)
* * *
حديث السقيفة وخلافة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه
لما تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة:فبلغ ذلك أبا بكر فأتاهم ومعه عمر، وأبو عبيدة بن الجراح فقال:ما هذا؟ فقالوا:مِنَّا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر:منا الأمراء ومنكم الوزراء. ثم قال أبو بكر: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة أمين هذه الأمة. فقال عمر:أيكم يطيب نفساً أن يخلف قدمين قَدَّمهمَا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه عمر وبايعه الناس. فقالت الأنصار أو بعض الأنصار:لا نبايع إلا علياً. قال:وتخلف علي ، وبنو هاشم ، والزبير؛ وطلحة عن البيعة وقال الزبير: لا أغمد سيفاً حتى يُبايع علي. فقال عمر: خذوا سيفه واضربوا به الحجر، ثم أتاهم عمر فأخذهم للبيعة، وقيل:لما سمع عليٌّ بيعة أبي بكر خرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عَجِلاً حتى بايعه ثم استَدْعَى إزاره ورداءه فتجلله. والصحيح أن أمير المؤمنين ما بايع إلا بعد ستة أشهر، واللّه أعلم ، وقيل:لما اجتمع الناس على بيعة أبي بكر أقبل أبو سفيان وهو يقول:إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم يا آل عبد مناف:فيم أبو بكر من أموركم ؟ أين المستضعفان ؟ أين الأذلان ؟ علي والعباس ؟ ما بال هذا الأمر في أقلِ حيّ من قريش ؟ ثم قال لعليّ:أبسط يدك أبايعك ، فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلاَ ورجلا فأبى عليّ عليه السلام عليه فتمثل بشعر المتلمس :
ولن يقيم على خسف يراد به إلا الأذلان عير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته وذا يشج فلا يَبكي له أحد

فزجره عليّ وقال:والله إنك ما أردتَ بهذا إلا الفتنة وإنك واللّه طالما بغيتَ للاسلام شراً لا حاجة لنا في نصيحتك.
وقال ابن عباس:كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف القرآن فجيم عمر وحججنا معه فقال لي عبد الرحمن:شهدتُ أمير المؤمنين اليوم بمنى وقال له رجل:سمعتُ فلاناً يقول:لو مات عمر لبايعتُ فلاناً. فقال عمر:إني لقائم العشية في الناس أحذّرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا الناس أمرهم ، قال:فقلت:يا أمير المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وهم الذين يغلبون على مجلسك وأخاف أن تقول مقالةً لا يعوها ولا يحفظوها، (ولا يضعوها على مواضعها) ويطيروا بها (كل مطير) ولكن أمهل حتى تقدم المدينة وتخلص بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول ما قلت (متمكناً) فيعوا مقالتك. فقال:واللّه لأقومن بها أول مقام أقومه بالمدينة ، قال : فلما قدمت المدينة هَجرتُ يوم الجمعة لحديث عبد الرحمن ، فلما جلس عمر على المنبر حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال بعد أن ذكر الرجم وما نسخ من القرآن فيه:إنّه بلغني أنّ قائلًا منكم يقول:لو مات أمير المؤمنين بايعتُ فلاناً فلا يغرنَ امرءاً أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، فقد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس منكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر وإنه كان خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنّ علياً ، والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة وتخلف عنا الأنصار (بأسرها) واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلتُ له:انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار. فانطلقنا نحوهم فلقينا رجلان صالحان من الأنصار أحدهما عويم بن ساعدة(1)، والثاني معن بن عدي (2) (وكانا شهدا بدراً) فقالا لنا:ارجعوا اقضوا أمركم بينكم. (فقلنا واللّه لنأتينهم) قال:فأتينا الأنصار وهم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة وبين أظهرهم رجل مزمّل (3) قلت:من هذا؟ قالوا:سعد بن عبادة. (فقلت:ما شأنه ؟ قالواSmile وجع. فقام رجلٌ منهم فحمد اللهّ وأثنى عليه وقال:أما بعد فنحن الأنصار، وكتيبة الاسلام ، وأنتم يا معشر قريش رهط بيننا وقد دفَّت إلينا دافةٌ من قومكم فإذا هم يريدون أنْ يغصبونا الأمر.
فلما سكت وكنتُ قد زوّرتُ (1) في نفسي مقالةً أقولُها بين يدي أبي بكر؛ فلما أردتُ أنْ أتكلم قال أبو بكر على رِسْلِكَ (2). (فكرهتُ أنْ أعصِيَه) فقام فحمد اللهّ وما ترك شيئاً كنتُ زورتُ في نفسي إلّا جاء به أو بأحسنَ منه وقال:" يا معشر الأنصار إنكم لا تذكرون فضلاً إلا وأنتم له أهلُ ، وإنّ العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لقريش (3)، هم أوسط العرب داراً أو نسباً ، وقد رضيتُ لكم أحد فذين الرجلين – وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وإني والله ما كرهتُ من كلامه كلمةً غيرها إنْ كنتُ أقَدَمُ فتضرب عنقي فيما لا يُقَرِّبُني إلى إثم أحب إليّ من أن أؤمَّر على قومٍ فيهم أبو بكر.
فلما قضى أبو بكر كلامه قام منهم رجل فقال:أنا جذيلها المحكك وعُذيقها المرجّب (4) منا أميرٌ ومنكم أمير. وارتفعت الأصوات وكثر اللغط فلما خفتُ الاختلاف قلتُ لأبي بكر:ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه الناس ، ثم نزونا(5)على سعد بن عبادة، فقال قائلهم:قتلتم سعداً. وإنا والله ما وجدنا أمراً هو أقوى من بيعة أبي بكر خشيتُ إنْ فارقتُ القومَ ولم تكن بيعة أنْ يُحْدِثُوا بعدنا بيعة، فإما أن نتابعهم على ما لا نرضى به وإما أن نخالفهم فيكون فساداً.
وقال أبو عمرة الأنصاري(7): لما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصارُ في سقيفة بني ساعدة وأخرجوا سعد بن عبادة ليولوه الأمر وكان مريضاً، فقال بعد أن حمد الله:" يا معشر الأنصار لكم سابقةٌ (في الدين) وفضيلة (في الِإسلام) ليستْ لأحد من العرب ، !نٌ محمداً صلى الله عليه وسلم لبث في قومه بضع عشرة سنة يدعوهم (إلى عبادة الرحمن ، وخلع الأنداد والأوثان) فما آمن به إلا القليل ما كانوا يقدرون على منعه ، ولا على إعزاز دينه ،ولا على دفع ضيم حتى إذا أراد الله بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة (وخضكم بالنعمة) ورزقكم الإيمان به وبرسوله ، والمنع له ولأصحابه ، والإعزاز له ولدينه ، والجهاد لأعدائه ، فكنتم أشد الناس على عدوه حتى استقامت العرب لأمر الله طَوْعاً وكرهاً ، وأعطى البعيد المقادة صاغراً ، فدانت لرسوله بأسيافكم العرب وتوفاه الله وهو عنكم راض ، (وبكم) قرير العين ، استبدّوا بهذا الأمر دون الناس فإنه لكم دونهم " فأجابوه بأجمعهم أن قد وُفِّقت وأصبت الرأَيَ ، ونحن نوليك هذا الأمر فإنك مقنع ورضاً للمؤمنين.
ثم إنهم ترادوا الكلام (بينهم فقالوا:فإن) أبى المهاجرون من قريش وقالوا :نحن المهاجرون وأصحابه الأولون وعشيرته وأولياؤه ر فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده) فقالت طائفة منهم:فإنا نقول:منا أمير ومنكم أمير، ولن نرضى بدون هذا أبداً. فقال سعد:هذا:أول الوهن وسمع عمر الخبر فأتى منزل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فيه فأرسل إليه أن آخرج إليّ فأرسل إليه إني مشتغل ، فقال عمر:قد حدث أمر لا بد لك من حضوره فخرج إليه فأعلمه الخبر، فمضيا مسرعين نحوهم ، ومعهما أبو عبيدة. قال عمر:فأتيناهم وقد كنتُ زَوّرت كلاماً أقوله لهم ، فلما دنوت أقول أسكتني أبو بكر وتكلم بكلِ ما أردت أن أقول فحمد الله ، وقال:إنّ الله قد بعثَ فينا رسولاً (إلى خلقه) وشهيداَ على أمته ليعبدوه ويوحدوه وهم يعبدون من دونه آلهة شتى من حجر، وخشب فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم فخص الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه (والإيمان به) والمواساة له والصبر معه على شدة أذى قومهم وتكذيبهم إياه وكل الناس لهم مخالف زأر عليهم فلم يستوحشوا لقلة عددهم وشَنِفَ (1) الناس لهم ، فهو أولَ فن عبد الله في هذه الأرض وآمن بالله وبالرسول وهم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من بعده ، لا ينازعهم الاظالم ، وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين ولا سابقتهم في الاسلام رضيكم الله أنصاراً لدينه ورسوله ، وجعل إليكم هجرته ، (وفيكم جلة أزواجه وأصحابه) فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم فنحن الأمراء ، وأنتم الوزراء ، لا تفاوتون بمشورة ولا تقضى دونكم الأمور.
فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال:يا معشر الأنصار أملكوا عليكم أمركم فإن الناس في ظِّلكم ، ولن يجترئ مجترئ على خِلافِكُم ، ولا يصدر (الناس) إلا عن رأيكم ، أنتم أهل ا لعِزّ (والثروة) ، وأولو العدد والمنعة ، وذوو البأس (والنجدة) ، وإنما ينظر الناس إلى ما تصنعون ، ولا تختلفوا فيفسد عليكم (رأيكم ، وينتقض عليكم) أمركم ، أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير ومنكم أمير.
فقال عمر: هيهات لا يجتمع اثنان (في قرن) والله لا ترضى العربُ أنْ تؤمركم ونبينا من غيركم ، ولا تمتنع العرب أنْ تولي أمرها من كانت النبوة فيهم ولنا بذلك الحجة الظاهرة على من ينازعنا سلطان محمد، ونحن أولياؤه وعشيرته (1).
فقال الحباب بن المنذر:يا معشر الأنصار املكوا على أيديكم ، ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر، فإنْ أبوا عليكم (ما سألتموه) فأجلوهم عن هذه البلاد، وتولوا عليهم هذه الأمور، فأنتم واللّه أحق بهذا الأمر منهم ، فإنه بأسيافكم دان الناس لهذا الدين ، أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، أنا أبو شبل في عَرينة الأسد. والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة. فقال عمر: إذاً ليقتلك كلّه فقال:بل إياك يقتل.
فقال أبو عبيدة:يا معشر الأنصار إنكم أوّل من نصر (وآزر) فلا تكونوا أوّل من بَذَل وغَيّر، فقام بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير فقال:يا معشر الأنصار إنا واللّه وإنْ كنا أولى فضيلة في جهاد المشركين وسابقة فىِ (هذا) الدين ما أردنا به إلا رضا ربنا وطاعة نبينا والكدحِ لانفسنا، فما ينبغي أنْ نستطيل على الناس بذلك ، ولا نبتغي به (من) الدنيا عَرَضاَ إلا أن محمداً صلى الله عليه وسلم مِنْ قريش وقومه أولى به ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبداً فاتقوا اللهّ ولا تخالفوهم (ولا تنازعوهم) فقال أبو بكر: هذا عمر، (وهذا) أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا. فقالا:واللهّ لا نتولى هذا الأمر عليك وأنت أفضل المهاجرين ، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وهي أفضل لين المسلمين ، (فمن ذا ينبغي له أن يتقدمك أو يتولى هذا الأمر عليك ؟) أبسط يدك نبايعك. فلما ذهبا يبايعانه سبقهما بشير بن سعد فبايعه ، فناداه الحُباب بن المنذر عَقَقْتَ عقاقاً (ما أحوجك إلى ما صنعتَ) أنفستَ على ابن عمك الامارة! فقال:لا والله ولكني كرهتُ أنْ أنازع القوم حقاً جعله الله لهم ، ولَمَا رأتْ الأوسُ ما صنع بشير وما تطلب الخزرج من تأمير سعد قال بعضهم لبعض وفيهم أسَيْد بن حُضير، وكان نقيباً: والله لئن وَليَتها الخزرج مرة لا زالتْ لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم (معهم) فيها نصيباً أبداً فقوموا فبايعوا أبا بكر. (فقاموا إليه) فبايعوه فانكسر على سعد والخزرج ما أجمعوا عليه ، وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب ، ثم تحول سعد بن عبادة إلى داره فبقى أياماً وأرسل إليه (أن أقبل) فبايعه فإن الناس قد بايعوا ، فقال:لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي (من نبلي) وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي وأقَاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني ولو اجتمع معكم الجن والانس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي (1)، فقال عمر:لا تدعه حتى يبايع ،فقال بشير بن سعد: إنه قد لج وأبى ولا يبايعكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته (فاتركوه) ولا يضركم تركه ، انما هو رجل واحد فتركوه وجاءت أسلم فبايعت فقويَ أبو بكر بهم وبايع الناس بعد.
قيل:إن عمرو بن حريث قال لسعيد بن زيد:متى بويع أبو بكر؟ قال:يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا أن يبقوا بعضَ يوم ، وليسوا في جماعة(2) قال الزهري:بقي عليّ ، وبنو هاشم ، والزبير ستة أشهر لم يبايعوا أبا بكر حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها فبايعوه (3) فلما كان الغد من بيعة أبي بكر جلس على المنبر وبايعه الناس بيعة عامة، ثم تكلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال:" أيها الناس قد وُليْتُ عليكم ، ولستُ بخيركم فإنْ أحسنتُ فأعينوني وإنْ أسأتُ فقوموني ، الصدق أمانة. والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه ، والقوي ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إنْ شاء الله نعالى، لا يدع أحدٌ منكم الجهاد فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله.
ذكر تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم ودفنه
فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودفِنَ يوم الثلاثاء، وكان الذي وليَ غسله عليّ ، والعباس ، والفضل ، وقثم ابنا العباس ، وأسامة بن زيد؛ وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضرهم أوس بن خولي الأنصاري وكان بدرياً ، وكان العباس وابناه يقلبونه ، وأسامة ، وشُقران يصبون الماء وعلى يغسله ، وعليه قميصه وهو يقول:بأبي أنت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً. ولم يُر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُري من ميت. واختلفوا في غسله في ثيابه أو مجرداً ، فألقى الله عليهم النوم ، ثم كلمهم مكلم لا يدرى من هو أن غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه ففعلوا ذلك.
وكفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب. ثوبين صحاريين. وبرد حبرة أدْرِجَ فيها إدراجاً، واختلفوا في موضع دفنه فقال أبو بكر:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما قبض نبى إلا دفن حيث قبض " فرفع فراشه ودفن موضعه ، وحفر له أبو طلحة الأنصاري لحداً ، ودخل الناس يصلون عليه أرسالاً. الرجال ، ثم النساء ، ثم الصبيان ، ثم العبيد ، ودفن ليلة الأربعاء، وكان الذي نزل قبره علي بن أبي طالب ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وشقران ، وقال أوس بن خولي الأنصاري:لعلي أنشدك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالنزول ، فنزل ، وكان المغيرة بن شعبة يدّعي أنه أحدث الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول:ألقيتُ خاتمي في قبره عمداً فنزلتُ لاخذها، وسأل ناسٌ من أهل العراق علياً عن ذلك ، فقال:كذب المغيرة أحدثنا عهداً به قثم بن العباس ،
واختلفوا في عمره يوم مات. فقال ابن عباس ، وعائشة، ومعاوية وابن المسيب:كان عمره ثلاثاً وستين سنة، وقال ابن عباس أيضاً ودغفل بن حنظلة:كان عمره خمساً وستين سنة، وقال عروة بن الزبير:كان عمره ستين سنة.

الخُلَفاءُ الراشدين
خِلافَة أبي بكر الصِّدِّيق رضي اللَّهُ عنه وأرضاه
ذكر إنفاذ جيش أسامة بن زيد
قد ذكرنا استعمال النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على جيش وأمره بالتوجه إلى الشام - وكان قد ضرب البعث على أهل المدينة ومَنْ حولها وفيهم عمر بن الخطاب ، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسر الجيشُ وارتدت العربُ إما عامة أو خاصة من كل قبيلة وظهر النفاقُ واشرأبت يهود والنصرانية ، وبقي المسلمون كالغنم في الليلة المطيرة لفقد نبتهم وقلتِهِم وكثرة عدوهم ، فقال الناس لأبي بكر:" إن هؤلاء - يعنون جيش أسامة - جند المسلمين ، والعربُ على ما تري قد انتقضت بك فلا ينبني أنْ تفرق جماعة المسلمين عنك ".
فقال أبو بكر:" والذي نفسي بيده لو ظننتُ أنّ السبَاع تختطفني لأنفذتُ جيش أسامة كما أمَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ". فخاطبَ الناسَ وأمرهم بالتجهز للغزو، وأنْ يخرج كل مَنْ هو مِنْ جيش أسامة إلى معسكره بالجُرْف. فخرجوا كما أمرهم ، وحبس أبو بكر مَنْ بقي مِنْ تلك القبائل التي كانت لهم الهجرة في ديارهم فصاروا مسايح حول قبائلهم وهم قليل. فلما خرج الجيش إلى معسكرهم بالجرف وتكاملوا أرسل أسامةُ عمر بن الخطاب - وكان معه في جيشه إلى أبي بكر يستأذنه أنْ يرجع بالناس ، وقال:" إنّ معيَ وجوه الناس وجُئتَهُم ولا آمَنُ على خليفةِ رسول الله وحرم رسول الله والمسلمين أنْ يتخطفهم المشركون ". وقال مَنْ مع أسامة من الأنصار لعمر بن الخطاب:"إنّ أبا بكر خليفة رسول الله ألا فامضِ فأبلغه عنا واطلب إليه أنْ يوليَ أمرنا أقدم سِنًّا من أسامة". فخرج عمر بأمر أسامة إلى أبي بكر فأخبره بما قال أسامة ، فقال:" لو خطفتني الكلابُ والذئابُ لأنفذتُه كما أمر به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أرد قضاءً قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم يبق في القري غيري لأنفذتُه ". قال عمر: " فإن الأنصار تطلب رجلاً أقدم سناً من أسامة ".
فوثب أبو بكر- وكان جالساً - وأخذ بلحية عمر، وقال:" ثكلتك أمُك يا بن الخطاب... استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرني أن أعزله " ! ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم ، وأشخصهم (1) وشيّعهم وهو ماش وأسامة راكب ، فقال له أسامة:" يا خليفة رسول اللهّ:لتركبنّ أو لأنِزَلن ". فقال:" والله لا نزلتَ ولا أركب ، وما عليّ أن أغبّر قدميَّ ساعة في سبيل الله ! فإنّ للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له وسبعمائة درجة ترفع له ، وسبعمائة سيئة تمحى عنه ".
فلما أراد أن يرجع قال لأسامة:إنْ رأيت أنْ تُعِيْنَنِي بعمر فافعل فأذِن له. ثم وصاهم ، فقال:لا تخونوا ، ولا تغدروا ، ولا تغلّوا (2)، ولا تُمَثِّلُوا ، ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة، ولا تقعروا نخلًا وتحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة، ولا بقرة، ولا بعيراً (إلا لمأكلة). وسوف تمرون بأقوامٍ قد فَرَّغُو! أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له ، وسوف تَقْدُمُون على قوم (يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها، وتلقون أقواماً) قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله (اقناكم الله بالطعن والطاعون). وأوصى أسامة أن يفعل ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار وأوقع بقبائل من ناس قضاعة التي ارتدت وغنم ، وعاد وكانت غيبته أربعين يوماً، وقيل:سبعين يوماً. وكان إنفاذ جيش أسامة أعظم الأمور نفعاً للمسلمين ، فإنّ العرب قالوا:لو لم يكن بهم قوة لما أرسلوا هذا الجيش فكَفُّوا عن كثيرِ مما كانوا يريدون أن يفعلوه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكر شجاعته صلى الله عليه وسلم وجُوده(ذاكرة التاريخ الاسلامي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ذكر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم (ذاكرة التاريخ الاسلامي)
» ذكر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم (ذاكرة التاريخ الاسلامي)الجزء 4
» ذكر قصة الشورى وقصة عثمان رضي الله عنه (ذاكرة التاريخ الاسلامي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بيت الأسرة :: المنتدى الاسلامي :: المكتبة الاسلامية-
انتقل الى: