سلمت يداك اختي الغالية
فقد عبرت عن مافي صدورنا من الحزن على رحيل عمنا الوحيد
وكم تأثرت كثيرا عندما كنت بالمستشفى لوحدي انتظر سيارة
الاسعاف ,, وكان اصعب موقف يمر بي في حياتي عندما
كشفت الغطاء عن وجهه ورأيت ابتسامته المعتادة ,,ظننته على قيد
الحياة وقتها ولكنه لايستطيع الكلام ,, اخذت في البكاء أناديه عمي صالح
سلامات ان شاء الله تكون طيب ,, فقال لي سائق الاسعاف
ادعوله بالرحمة ياولدي ,, عمك مات بعد الحادث مباشرة
سبحان الله ,, لم اصدق كلامه ,, فقد كانت ملامحه تدل على انه
على الحياة ووجهه يشع نورا ,, وكنت مصدقا ومكذبا في النفس
الوقت إلى ان وضعت يدي تحت رقبته لأرفعه أنا ومن معي فإذا بدمه
الطاهر يصب صبا على ذراعي وفوق ملابس ,, عندها ادركت
انه لم يعد من اهل الدنيا ,, فقد تعرض لنزيف داخلي من الدماغ
نتيجة الضربة الشديدة التي تعرض لها بعد اصطدامه بالسيارة
وسقوطه على الأرض .
وأراد الله عز وجل ان يبقى جسده سليما كما كان يمشي بين الناس
سالم الجسد وصالح القلب .
لأول مرة في حياتي احتضن ميتا ,, ولأول مرة المس اطراف
ميت وأحس ببرودتها الشديدة ولأول مرة اقبل ميتا لحظة وفاته
ويشهد الله اني كنت اتلذذ وأنا اشم رائحة الدم في يدي
لم يكن رائحته مثل دم الدنيا ,, والله تأكدت وقتها انه شهيد
بإذن الله فقد كانت رائحة دمه الطاهر مقاربه لريح المسك
والغريب اني غسلت الثوب الذي كنت البسه وقتها ثلاث مرات
ولا تزال آثار الدم باقية ,, وهذا ما احزنني وخفف عني في
نفس الوقت وانا احس ان شيئا من جسده الطاهر بقي معي
وداعا صالح فقد كنت صالحا بمعنى الكلمة وعزائنا
انك من أهل الجنة ومن عتقاء الشهر الكريم بإذن الله