هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى بيت الأسرة
نرحب مجددا بجميع أعضاء بيت الأسرة ,, ويسعدنا تننشيط عضويتكم بالتواصل على جوالي بالنسبة للأعضاء ,, وعلى جوال أم عبدالله بالنسبة للأخوات ,, وبامكان الجميع التواصل معي على ايميلي aabohadi @hotmail.com ,, متمنين للجميع سنة جميلة مليئة بالحب والتواصل
موضوع: ناجون يروون تفاصيل الساعات المرعبة للعبارة المنكوبة الأحد أبريل 25, 2010 11:03 am
وكان هناك رجل بجواري يشجعني وأكد لي أن الله معنا.
هذا ما قاله الطفل ذو الأربع سنوات محمد إقراء وأنا متأكد انك ستبكي كما بكيت أنا قبلك
طفل أنقذه والده قبل غرقه يتحدث عن محنته ناجون يروون تفاصيل الساعات المرعبة للعبارة المنكوبة
القاهرة “الخليج”: حمل ناجون من كارثة “السلام 98” طاقم العبارة المسؤولية كاملة في زيادة عدد الضحايا والمفقودين، مشيرين إلى أن “عدم صدور تعليمات صريحة من طاقم العبارة، باستخدام قوارب النجاة كان سببا في الكارثة، رغم أن العبارة ظلت مائلة على جانبها الأيمن لمدة أربع ساعات، كانت كفيلة بإنقاذ جميع ركابها”، وأجمع عدد كبير من الناجين على أن انفجارا ضرب مقدمة العبارة قبل غرقها بدقائق، تسبب في حالة هستيرية من الهلع بين الركاب، مشيرين إلى أن ربان العبارة وعددا من طاقمها قفزوا في قارب مطاطي إلى الماء دون أن يطلبوا من باقي الركاب ارتداء سترات النجاة وإنزال القوارب، ما دفع بعضهم إلى إلقاء نفسه إلى مياه البحر بعد أن شعروا بأن العبارة بدأت في الغرق. ويقول وليد حلمي زكي أحد الناجين من الكارثة والبالغ من العمر 28 عاما، وكان يعمل طباخا منذ عام ونصف العام على العبارة الغارقة: إن طاقمها “فشل في السيطرة على الأدخنة المتصاعدة من المخزن بعد إخماد الحريق الأول”، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أفراد الطاقم المسئولين عن إطفاء الحريق، كانوا قد أصيبوا بحالات اختناق شديدة، نتيجة تصاعد الأدخنة بكثافة، وأن طبيب العبارة قام بإجراء الإسعافات اللازمة لهم، بوضع اسطوانات الأكسجين لمعالجتهم من حالة الاختناق. ويضيف وليد: “بعد ساعة تقريبا طالب الربان الطاقم باستخدام خراطيم المياه، لتبريد الكبائن التي كانت قد ارتفعت درجة حرارتها بصورة كبيرة، ووصل إليها دخان كثيف، لينقطع التيار الكهربائي فجأة، وهو ما أدى إلى حصول الكارثة، لأننا غرقنا في الظلام الدامس، وبالتالي لم يتمكن كثيرون من استخدام قوارب النجاة”. ويروي محمد محروس رزق عيسى، أحد الناجين من الكارثة تفاصيل تلك الساعات المرعبة قائلا: طلبنا من طاقم العبارة تفسيراً لتصاعد الأدخنة، فقالوا لنا إنهم مسيطرون على الموقف تماما، وعندما تصاعدت ألسنة النيران والدخان من مخزن السيارات، طلبنا من الطاقم أن يقوموا بإنزال قوارب الإنقاذ لكنهم رفضوا، وقالوا لنا أيضا إن الوضع تحت السيطرة، حتى انقطع التيار الكهربائي وحلت الكارثة. وأدت حالة الهلع التي أصابت ركاب العبارة المنكوبة بعد الانفجار، إلى كوارث دامية، بعدما تكالب الجميع على قوارب النجاة للفرار من الموت، ويقول ناجون من بينهم محروس، الذي يعمل في احد المراكز الطبية بالسعودية، وكان عائدا في إجازة سنوية لزيارة أهله في الصعيد: “تسببت حالة الهلع في سقوط عدد كبير من قوارب النجاة الموجودة على العبارة فوق رؤوس الركاب، وقتلت عددا منهم”، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من السيدات اللاتي كن موجودات في الغرف لم يستطعن الخروج، وغرقن جميعا بينما كان الرجال على السطح يقفزون في الماء. محروس الذي لا يعرف حتى الآن مصير شقيقه “رزق” الذي كان معه على متن العبارة يقول ودموع ساخنة تنسل من عينيه: “لا أعرف إلى الآن أين هو.. لقد كان معي على متن العبارة وكان عائدا إلى مصر ليتزوج بعد أسبوعين بعد أن جهز شقة الزوجية الجديدة”. وتروي دنيا طارق السمداني، وهي سعودية الجنسية وتبلغ من العمر 16 عاما، تفاصيل تلك اللحظات المرعبة قائلة: “كنت على متن العبارة السلام أنا ووالداي وأخي وأختي الذين لا اعرف عن مصيرهم شيئا حتى الآن، وكنا قد فوجئنا بالعبارة وقد امتلأت بالمياه ومالت إلى اليمين كثيرا، فطلب منا الطاقم التوجه جميعا إلى جانب العبارة الآخر، حتى تعود إلى وضعها الطبيعي، لكنها مالت أكثر إلى الناحية اليمنى وبدأت في الغرق، فحاولنا الهروب باستخدام قوارب النجاة إلا أن أحدا من الطاقم لم يساعدنا في إنزالها، فاضطررنا إلى ارتداء سترات النجاة، وقبل غرق العبارة بلحظات سمعنا دوي انفجار فقفزنا في الماء”. وأمسكت دنيا بمجداف خشبي وجدته أمامها وتعلقت به هي ورجل مصري ساعدها على السباحة في الماء لأكثر من عشر ساعات، حتى وصل إليهما زورق بحري وانتشلهما، وتقول دنيا وهي تتذكر تلك الساعات المرعبة: “لم نسافر إلى مصر عن طريق البحر أبدا، لقد كانت المرة الأولى والأخيرة، لقد كنا في طريقنا لقضاء إجازة بمدينة شرم الشيخ، دون أن ندري أننا سنكون في قلب الكارثة”. ويحكي عصام فؤاد الذي يعمل مشرفا في كافيتريا العبارة قصة الساعات العصيبة التي قضاها وستون راكبا آخرون في مواجهة الموت قائلا: غادرنا ميناء ضبا وأبحرنا في المياه لمدة ساعتين، قبل أن نفاجأ بالحريق فأصابتنا حالة من الفزع والذعر، وكنت قد شاركت طاقم العبارة في السيطرة على الحريق الأول، وتمكنا من إخماده قبل أن أذهب إلى الطابق الثاني للقيام بتبريد وتهوية الغرف، لكني فوجئت بالعبارة تميل على جانبها الأيمن من شدة الرياح وارتفاع الأمواج، ولم يصدر القبطان أية إشارات إنذار في البداية، فأسرعت إلى سطح العبارة وقمت بتجهيز قارب إنقاذ، وأعددته للنزول إلى المياه، وقمت باستقلاله مع 60 راكبا كتبت لنا النجاة لأننا غادرنا العبارة في لحظة سقوطها في المياه. وينفي أحمد السيد فتح الله الذي يعمل مشرفا في العبارة أن يكون أي من طاقمها قد تقاعس عن إنقاذ الركاب، ويقول: قام طاقم المركب الداخلي بتجميع الركاب على السطح بعد نشوب الحريق الثاني، فمالت العبارة على جانبها الأيمن، ومن كثرة الشاحنات وارتفاع أوزان الحمولة زاد ميلها أكثر في المياه، وقد قام جميع أفراد الطاقم بتجهيز مراكب الإنقاذ وتحميل الركاب عليها، وحاولنا إطلاق إشارات استغاثة من قوارب النجاة، بعد تعطل الجهاز الرئيسي بالعبارة، فأطلقنا إشارات ليلية وإنذارات للموانئ القريبة، ولم يجب علينا أحد. ويضيف فتح الله، وهو يسترجع تلك المواجهة مع الموت في عرض البحر: “كانت مروحيات البحث تمر علينا، وكنا نعطيهم إشارات لكن لم ينتبهوا لنا، وقد ظللنا على هذا الوضع حتى الساعة السابعة مساء اليوم التالي، حتى حضر إلينا لنش سريع وقام بإنقاذنا”، ويسجد مشرف العبارة شكرا لله أن أنقذه ومن معه من الهلاك بعد أن فقدوا الأمل في إنقاذهم تماما، مشيرا إلى أن الله تعالى كتب له النجاة و50 راكبا آخرين، رغم أن حمولة الزورق الذي كانوا يستقلونه لم تكن تزيد على 25 فردا فقط، وأنهم بقوا في المياه أكثر من 15 ساعة. ويصف الناجي خميس إبراهيم ما حدث بأنه كان أشبه بيوم الحشر، ويقول في ذهول: لم أصدق أنني سوف أنجو من تلك الكارثة، لقد شاهدت الموت أمام عيني، وللآن لا أصدق أنني على قيد الحياة. وظل حميد احمد محمد أحد الناجين وهو من قرية تابعة لمركز بني مزار في محافظة المنيا يسبح في مياه البحر لساعات وهو يردد الشهادتين، حتى التقطه أحد المراكب القريبة، ويقول عن تلك الساعات الفاصلة: “كنت اشعر أن نهايتي قد حانت، فرحت أسبح بقوة وأقول لنفسي، فلتجعل نهايتي يا رب كما تشاء، لكن أنقذني من أجل عائلتي، وقد استجاب الله لدعائي”. والمؤكد أن الطفل الصغير محمد احمد محمود حسنين، البالغ من العمر أربع سنوات، عاش بالفعل أسوأ لحظات حياته التي لم تبدأ بعد، قبل أن تلتقطه سفينة الإنقاذ بعدما فقد والديه على متن عبارة الموت في لحظات دامية، ومحمد هو الابن الأكبر لموظف صغير من أبناء محافظة المنيا سافر إلى السعودية منذ عشر سنوات مثل أي شاب بحثا عن فرصة عمل “لتكوين نفسه”، وبعدما استقر عاد إلى قريته وتزوج من إحدى فتيات العائلة واصطحبها وسافرا إلى السعودية لاستكمال رحلة الحياة، وهناك أنجبت الزوجة “محمد” ومن بعده “رحمة” التي كانت تبلغ من العمر عامين ونصف العام وعبد الله الذي لا يزال رضيعا. في لحظة فارقة من حياة الأسرة الصغيرة قرر الأب العودة إلى الوطن فاصطحب زوجته وأطفاله واستقل “عبارة الموت” من دون أن يدري انه يصطحب أسرته في رحلة إلى الموت. صباح أول أمس السبت لم يصدق رجال الإنقاذ أنفسهم عندما لمحوا طفلا مثبتا بعوامة يطفو فوق سطح البحر فقاموا بانتشاله وهو في حالة صحية سيئة. وبمجرد انتشاله بدأ الفريق الطبي في إجراء الإسعافات اللازمة له ونجحوا في إعادة التنفس إليه قبل الوصول به إلى الشاطئ، وبمجرد أن أفاق “محمد” ظل يصرخ بهستريا من اثر الصدمة التي تعرض لها. في مستشفى الغردقة تعرف إليه عمه “هارون احمد” الذي يعمل موجها بوزارة التربية والتعليم وعبد العزيز سويلم زوج عمته، وحاولا تهدئته لكنه كان يرتجف من الفزع ولا يريد تذكر ما حدث، وبصوت باكٍ سأل الطفل عن والديه وشقيقيه وروى تفاصيل ما حدث. ويقول محمد في صعوبة: “كنت جالسا مع أمي داخل الكابينة وفجأة حضر والدي مذعورا واصطحبني أنا وأختي “رحمة” إلى سطح العبارة ووجدنا ضجيجا شديدا فألبسنا سترة النجاة ووضعنا في قارب مطاطي، وطلب مني أن أكون شجاعا وذهب كي يحضر أمي وعبد الله لكنه تأخر في العودة، فأسرع البحارة بإنزال القارب إلى البحر بينما ظللت اصرخ وأنادي عليه لكن الضجيج كان شديدا”. شاهد محمد عن بعد العبارة وهي تغرق بمن فيها فأدرك أن والده قد ذهب بعيدا ويقول الصغير: ظللت أبكي، وبسبب الزحام الشديد انقلب القارب وسقطنا في البحر، فتشبثت بعوامة ولم أجد أختي “رحمة”، وكان هناك رجل بجواري يشجعني وأكد لي أن الله معنا. وبكى محمد كثيرا عندما حل الظلام وهو يقول عن تلك الساعات: شعرت بخوف شديد من صوت البحر والظلام الحالك وتذكرت ما قاله أبي، وحاولت أن أكون شجاعا وبدأت في قراءة بعض الآيات القرآنية حتى غالبني النوم، واستيقظت في الصباح وذهب عني الخوف وبحثت عن أي شخص فوجدت نفسي وحيدا، ولم يكن أمامي سوى التشبث بالعوامة ولم اشعر بشيء. في كابينة أخرى ربما كانت مجاورة لكابينة الصغير محمد، كانت “حسناء” البالغة من العمر 22 عاما عائدة مع أسرتها من رحلة عمل استمرت خمسة عشر عاما بالسعودية. كانت حسناء، الحاصلة على بكالوريوس التجارة، تستعد للزفاف، بعدما تقدم لخطبتها احد زملائها ورحبت الأسرة واتفقوا على عقد القران والزفاف يوم عيد الحب الموافق 14 فبراير. اشترت حسناء ثوب الزفاف الأبيض وما تحتاجه في بيت الزوجية الجديد من أدوات كهربائية ومنزلية، وقرر رب الأسرة العودة إلى مصر بحرا. عندما أبحرت “عبارة الموت” أجرى والد حسناء الذي يعمل مهندسا للبترول اتصالا هاتفيا بأسرته لانتظاره في الميناء بسيارة نصف نقل لنقل متعلقاته وبعد ساعتين من مغادرة ميناء “ضبا” تحول الحلم إلى كابوس. حملت “حسناء” حقائبها وأسرعت لإنقاذ متعلقاتها لكنها لم تخرج، وأثناء عمليات الإنقاذ شاهد رجال الإنقاذ جسما عائما على سطح الماء فاتجهوا نحوه ليكتشفوا انه حقيبة سفر كبيرة تعرفت عليها “هدى” جارة “حسناء” التي كانت عائدة مع أسرتها على نفس الرحلة وأكدت أنها خاصة بجارتها الشابة وكانت الحقيبة تضم فستان الزفاف الأبيض.