منتدى بيت الأسرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بيت الأسرة


 
الرئيسيةبوابة الأسرةأحدث الصورالتسجيلدخول
نرحب مجددا بجميع أعضاء بيت الأسرة ,, ويسعدنا تننشيط عضويتكم بالتواصل على جوالي بالنسبة للأعضاء ,, وعلى جوال أم عبدالله بالنسبة للأخوات ,, وبامكان الجميع التواصل معي على ايميلي aabohadi @hotmail.com ,, متمنين للجميع سنة جميلة مليئة بالحب والتواصل
 


 

 الفتاة (ألم وأمل)الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ماجد قادري
عضو ذهبي
عضو ذهبي
ماجد قادري


نقاط : 8856
سمعة العضو : 5
الموقع : صبيا

الفتاة (ألم وأمل)الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: الفتاة (ألم وأمل)الجزء الثاني   الفتاة (ألم وأمل)الجزء الثاني Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 27, 2010 10:53 pm

عن أعين الأبوين ، فهل اختفيت عن عين الجبار الذي يغار، ألا تخافين من الله أن ينتقم من جرأتك عليه ؟!!!
عجباً لك أيتها المعاكسة المشاكسة :كيف تجرأت على خيانة أبوين فاضلين سهرا وتعبا من أجلك ،ووثقا فيك ؟! كيف تجرأت على خيانة زوج قرع الباب وأخذك بحق الله ،كيف تُغامرين بالعرض والشرف والذي هو ملك للأسرة كلها وليس لك وحدك ؟!إنها أنانية وخيانة أن تُفكري بنفسك فقط .
يا مَحْضِن الآلام:رضعت صدر أم حنون ،أم لم تعرف إلا الستر والعفاف والحياء .فهل ترضين أن تُرضعي طفلك الخيانة والتبرج والسفور .
يا مَحْضِن الآلام: رضعت صدر أم لا يفتر لسانها من ذكر الله ، ولا جسدها من ركوع وسجود ،فهل ترضين أن تُرضعي طفلك كلمات الغناء والمجون ؟!فمن أكثر الأسباب المشجعة على المعاكسات وإثارة العواطف ،والتلاعب بالمشاعر ،الغناء والطرب،ألم تسمعي أنه بريد الزنا وداع من دواعيه ؟! لاسيما إذا صاحبه كلمات الحب والغرام.وقد أجاب 67% بأنهن يسمعن الغناء،واعترف بعضهن :بأنه يثير العاطفة والغريزة والميل إلى الجنس الآخر ، والتفكير بالعشق والهيام .وأنه يشجع على المعاكسات.وقالت 41% أنهن يعلمن حرمة الغناء ، ويبتعدن عنه ،وأما 57% فيعلمن حرمته ويسمعنه ،وماذا عساي أن أقول ،ولكن اسمعي:  إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ(22)وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ(23)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( 24) 
فهل تستجيبين لله ؟ وهل تسمعين ، وتطيعين ربك ؟ أم تطيعين هواك ورغباتك ؟
.وأخيراً في المعاكسات أقول :أيتها الفتاة ليس حل المشاكل والهموم الاجتماعية هو الهروب إلى المعاكسات كما تقول كثير من الفتيات ، والشكوى إلى الذئاب الحانية ،فالذئب يأكل كل شاة صادها في خفية .والحل للمشاكل هو مواجهتا بشجاعة ،والاستعانة بالله ،ثم بمن تثقين فيها من الناصحات .

موضات وصرعات ..ووقفات :
سؤال في الاستبانة يقول : هل تتبعين الموضة في اللباس والشكل ؟ فأجاب ( 56%) بنادراً.و
(32%) بنعم ،وبنحو (12%) بلا .وكيف تعرف الفتاة الجديد في عالم الموضة ؟ أجاب (32%) عن طريق وسائل الإعلام ، و(27%) عن طريق المناسبات ، و27%عن طريق الزميلات، وذُكر أسباب أخرى بنسب ضئيلة جداً:كالسفر للخارج ،وما يستجد في السوق ، والابتكار والتصميم الذاتي ،وغيرها .وأنا أقول:الأناقة والشياكة صفة جميلة في الفتاة لاكنها لا تعني التعالى على الآداب الإسلامية والقيم العربية الأصيلة ،ولا تعني الغرور والعجب بالنفس ، واحتقار الآخرين ، ولا تعني التقليد لكل جديد وتعطيل العقل وضياع الشخصية .لكن بحدود وضوابط ديننا وعقيدتنا .وأقول هذا وأؤكد عليه وخاصة حين أرى في الاستبانة ما يقرب من 48% من فتيات الاستبانة تراعي العادات والتقاليد فقط أو ما يتناسب مع حياتها وقدراتها فقط بدون أي مراعاة لضوابط الشريعة ،بينما أجابت (52%) أنها تراعي ضوابط الشرع عند اتباعها للموضة ، وتنبهي أخيتي لقضية ربما تغفل عنها الكثير من نسائنا اليوم وهي :أن اللباس له آداب وأحكام في الإسلام ، فانظري مثلاً لكتاب اللباس في صحيح البخاري ،أو صحيح مسلم،وغيرهما من كتب السنة ،ارجعي إليها قبل أن تنظري لبرامج الموضة في القنوات أو في مجلات الأزياء والبردة لتعلمي كيف جاء الإسلام بأعظم الآداب والأحكام في اللباس، ليرفع من قيمتك ،ويحفظ حيائك وعفتك ،إذاً .. فأنت تنطلقين عن دين وعقيدة يأمرك بالستر والعفاف،ولا يمنعك من التجمل والاعتناء بالمظهر ،أما الذين ينطلقون عن عبادة الدينار والدرهم ،والشهوات والجنس،ويسخرون بالمرأة فيتعاملون مع شعرها وجسدها وجفونها،بالأقمشة والألوان والأصباغ وكأنها دمية تتقاذفها الأيدي،حتى شكى القبح من قيح شكلها ،ثم يدفعونها للجمهور لتعرض جنونهم وهوسهم أمام الأعين والشاشات ، فالمرأة بالنسبة لهم مصدر ثراء وربح ،وأسألك بالله وبكل صدق وإخلاص أليس هذا احتقار وإهانة للمرأة ؟! لا تتعجلي الإجابة فكري فأنت بنفسك الحكم ، وأنا على يقين أن نداء الفطرة والعقل سينتصر في النهاية ، ثم اسألي نفسك : هل لك شخصية مستقلة ؟وهل لك عقل وهوية ؟ لا تتعجبي من سؤالي فكم تمارس بعض الأخوات قتل شخصيتها ، وتأجير عقلها ، وبيع هويتها بتفاهات لا قيمة لها فماذا تقولين إذاً عن العشرات اللاتي يتهافتن وبجنون على ذلك الموديل،أو طريقة ذلك اللباس ،لمجرد أن مطربة أو فنانة أو مذيعة لبست ذلك اللباس أو تلك الحركة ؟؟
.يقول الكثير من تجار الملابس:لا تتخيل حين تظهر إحدى المذيعات بأي فستان !تجد الفتيات يتهافتن على المحل يسألن عن نفس الفستان ، وإذا كان لدينا نفس الموديل نبيع كل الكمية في يوم واحد.. [مجلة المنار الكويتية 9%98]،بل إن من المضحك المبكي أن نسمع من بعض تجار الملابس ،أن بعض النساء يسألن وبإلحاح عن إحدى الملابس الداخلية لفنانة ما ، لأنها ظهرت فيها بإحدى القنوات لتبرز مفاتنها ،ولكثرة الطلب ارتفع سعر تلك القطعة إلى ثلاثة أضعاف قيمتها الأصلية . "
فنّانةٌ " نسيَ المـكابرُ أنها كبهيمةٍ جَرَّ البُغـاةُ خطامَها
مشوارُها الفني رحلةُ غِرَّةٍ قد حكّمتْ في عقلها أوهامَها
ما الفنُّ إلا خطَّةٌ مشؤومة نارٌ يرى المستبصرون ضِرامَها
أخيــــتي :
إن الحديث عن عالم الموضات والملابس والإكسسوارات غريب وعجيب ،والأغرب والأعجب خفة العقل والطيش ،وتبذير الأموال وقلة الحياء لدى بعض النساء ومن مختلف الأعمار والطبقات !! ويعلم الله يأبى علي الحياء أن أذكر المواقف والأحداث التي سطرتها أو حكتها بنات جنسك ، أو أن أصف تلك الملابس العارية التي رأيتها بأم عيني ،والخلاصة : من النقاب والبنطال والعباءة الفرنسية ـ إلى اللثام وكشف الوجه وإظهار الساقين والركبتين والكاب والعباءة المطرزة والشفافة ـ إلى موضة اللف والغجري والثياب القصيرة والشفافة كالشيفون ،والدانيل ، والجوبير،والفتحات السفلية والعلوية والوسطى لإظهار البطن
والظهر،أو الصدر ، أو بدون أكمام ، حتى أصبحت حفلات الأعراس ، وصالات الولائم والمناسبات ، والملاهي، والتجمعات العائلية أماكن لعرض الأجساد العارية من قبل بعضهن ـ وإن كن قلة ـ ممن باعت الحياء ،والدين ، والمبادئ،والعادات،والتقاليد .لكنه _ مرة أخرى _ الشعور بالنقص والتقليد ،وضياع الشخصية ،وتعطيل العقل مسكينة تلك الأخت تظنها تخطف نظرات الإعجاب والإطراء من الحاضرات،وما علمت أنها نظرات الاحتقار والازدراء ،والشفقة على قلة العقل والإيمان .إنه لباس الشهرة الذي قال عنه الحبيب  :"من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم أُلهب في النار .." كما في السنن لأبي داود (ح4029) ،وهو صحيح .

** ولم يقف العبث والجنون عند الملابس والإكسسوارات ،بل تعداه إلى الصفات الخَلْقية فقد قيل لي _ ولعله ليس صحيحاً _ :عن تلك التي تحلق الحاجبين ،وتضع مكانه خطا بالقلم الأسود !! وتأخذ من رموشها لتضع الرموش الصناعية !!وتضر عينيها من أجل العدسات الملونة !! وتقص أظفارها لتضع أظفاراً صناعية ؟!وتقص شعر رأسها لتصله بعد ذلك بشعر مستعار ؟!أوتقشر جلد وجهها ليكون أبيضاً ناصعاً!! .أسمع هذا القول مبهوتاً ، فإن كان حقاً ما يقولون كله أو بعضه فرحمة الله عليك ؟!
أخيتي أهذا صحيح ؟! أيعقل هذا ؟!! ما رأيك هل أتركه بدون تعليق ؟! أم أعلق ،فماذا سأقول أظافر صناعية ، وشعر مستعار ، ورموش صناعية ، وعدسات لاصقة ملونة ، وعمليات لتضخيم الشفاه ، ورسم الحواجب ،وتكبير أو تصغير للصدر ،ووشم وعمل حبة الخال ، وعمليات تجميل لا نهاية لها ، أهو تجميل أم تزييف ؟!،أهو فن وذوق ؟! أم كذب وحمق ؟! أهو انتكاس في الفطرة ؟! أو تبديل لخلق الله ؟! أهو خفة في العقل ؟! أم تقليد أعمى ؟! لقد حكاها القرآن على لسان إبليس :  ولآمرنهم فليُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله  ..ولعنهن الله فقال على لسان رسول الله  :" لعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ ،وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ،وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ،الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ ". كما البخاري ومسلم ." ويلعن الحبيب  القاشرة والمقشورة ..والواصلة والموصولة " كما في المسند لأحمد . والقاشرة :التي تقشر وجهها أو وجه غيرها ليصفوا لونها .[النهاية 4/64].
واسمعيها أخيتي وبدون مجاملة :إن من ينظر إليك بهذا الشكل الغريب عن طبيعتك ، يسخر بك ويزدريك ؟!لقد أصبحت أضحوكة للحاضرات دون أن تشعرين .إنها الحيرة والازدواجية ، والتردد وضياع الهوية لدى الكثير من بنات المسلمين
من أين هذا الزَّي ، ما عرفتْ أرض الحجاز ولا رأتْ نَجْدُ
هذا التبُّذُّل يـــا محـدثتي سَهْمٌ من الإلحادِ مرتــدُّ
ضدّان يا أختاه ، ما اجتمعـا دين الهدى والفِسْقُ والصَّدُّ
والله ما أزرى بأمـــتنـا إلا ازدواجٌ مـاله حَــدُّ
*******
أما الحجاب العبادة العظيمة ، ونهر الحسنات الجاري ما تمسكت به الجواري!! عزنا وفخرنا نحن المسلمين رجالاً ونساء !!
أما الحجاب الذي نزل به الأمر من السماء ، فشرق به الأعداء ، وغص به السفهاء !! السلاح الذي هز الأرض ، وأرعب الغرب !!
أما الحجاب الذي جعل المرأة درة مصونة ، وجوهرة مكنونة ، حتى جن جنون أهل النظرات الجائعة للظفر بنظرة ولو لبنان تلك اللؤلؤة الثمينة !!
الحجاب القضية الكبرى،والمسألة العظمى التي جهلها بعض النساء فظنت أن الأمر لباس يُلبس ، لها الحرية في اختيار شكله ، أو لها الحرية في نزعه،وغفلت أو تغافلت عن :  يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ  (الأحزاب 59).
ونسيت أو تناست: : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ . . (النور 31) ثم عدد المحارم لها .
هل سمعتِ لعائشة رضي الله عنها وهي تقول:"رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل :  وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ  شققن أُزرهن فاختمرن بها " كما في صحيح البخاري (ح4758) .
وهل جهلت أو تجاهلت قول عائشة :" كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ " كما في أحمد وأبي داود وابن ماجه .وقول فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ " كُنَّا نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ وَنَحْنُ مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ " كما في الموطأ لمالك .
هل قرأت أو تعاميت عن قول ابن عباس وعبيدة السلماني رضي الله عنهما :"أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يُغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة ".اهـ كلامهما من تفسير الطبري (12%49) . ؟؟
إنها الدلائل البينات ،والبراهين الواضحات ،للمسلمات العاقلات اللاتي رضين بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد  رسولا . أما اللاتي في قلوبهن مرض فقد أغلقت قلبها وسمعها عن نداء الكتاب والسنة " لقد تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي :كتاب الله وسنتي " كما قال الحبيب  وهو على فراش الموت .
أيها الغيد :إنه الحجاب الأمر السماوي ، نزل من السماء وليس من فرنسا ، عز وفخر لكل مسلم ومسلمة ، إنه الإسلام الذي لا يتغير بتغير الحدود ، ولا يهتز بركوب طائرة اتجهت للغرب أو للشرق، مسكينة تلك التي في الطائرة ركبت ،وحجابها نزعت ، وعن شعر رأسها حَسَرَت ، إنها الحضارة والتطور زعمت ، وهي ليست بالطائرة فقط بل أصبحنا نراها ـ وللأسف ـ في الأسواق والمناسبات وإن كانت نشاز .
أختاه من قال لك أنك لن تبلغي قمة المجد ، ولن ترقي سلم الحضارة ، ولن تحققي السعادة ، حتى تخوني الحجاب ،وتكسرين الباب ، وتصرخين هاأنا يا شباب .
أختاه من كان يعبد الله فإن الله معه في كل مكان يراه ويطلع عليه ، ومن كان يعبد البلاد والعادات فهو التردد والحيرة وعدم الثبات .
أختاه _ وبكل صراحة _ :هل نريد شرع الله ؟! أم نريد اتباع أهوائنا ؟ فقط تأملي :فتاة تضع على رأسها منديل ، فتهتز أكبر دولة في أوروبا ؟! ألا تهزك هذه الحادثة ؟ فقط تأملي : فتاة صغيرة تمشي في وسط شوارع لندن بحجابها بكل ثقة وفخر ، ألا يدعوك هذا لتصحيح المفاهيم ، وإعادة النظر في حياتك؟
يا شعري ، ليلانا خرجتْ كاشفةَ الَّلبَّـةِ والنَّحـرِ
قصّتْ بالوهم ضفائرهـا وانطلقتْ كالهائم تجـري
بسمتُها الصّفـراءُ بيـانٌ عن قُبْح البسماتِ الصُّفْرِ
ليلانا ما عادتْ ترضــى أن تُلْحَقَ بذوات الخَـدْرِ
ليلانا باعـتْ طرحتَـها في سوق الوهم بلا سعـر
غايتُها أن تُصبح وجـهاً مصبوغاً يصلـح للنشـر
تركتْ شاطئها وانطلقتْ لعبور البحـر بلا جسـر
ألقت في البحر قلائدهـا وانتظرتْ عالمَها السحـري

أيتها المرأة ماذا يعني لك الحجاب ؟ أُسر وأفرح كثيراً عندما أجاب 94% من فتيات الاستبانة أنه :عقيدة ودين .و85% يرفضن تماماً دخول الموضة في شكل الحجاب.و18% ينتقدن دخول الموضة في شكل الحجاب.ويراه حرية شخصية نحو 20% . و5% يرين أن الحجاب لا علاقة له بالدين ، وإنما هو من العادات والتقاليد . وقال 2% أنهن يشعرن بالضيق معه .
وكما أننا نفرح ونسر بتمسك الكثير من أخواتنا بالحجاب ،وعدم المساومة عليه بحال من الأحوال فإننا نحزن ونخاف ونحن نرى الحال الذي وصل إليه تخريق الحجاب باسم الموضة والموديل ، متى تفهمين أيتها العفيفة أنها معركة الحجاب ؟!!! هدفهم نزعه وإحراقه ،كما قال الصليبي غلادستون :"لن يستقيم حال الشرق ما لم يُرفع الحجاب من وجه المرأة ويُغطى به القرآن ".ألا تثير فيك هذه الكلمات مشاعر التحدي والمسؤولية ؟ ألا تحرك فيك العزة والفخر بالعقيدة الإسلامية ؟ ..وهاهي البداية تمييع الحجاب كلبس الحرير والرقيق والشفاف والمزركش والملون ، ثم النقاب واللثام ، عندها وعندها فقط يرفعون راية الانتصار ، فهل تكوني أنت الجندي الجبان، وبوابة الهزيمة .أبداً .. فثقتي فيك أكبر:
يا أخت فاطمة وبنت خديجـة ووريثة الخلق الكريم الطيب
إن العفاف هو السماء فحلقي وبطيب أخلاق الكرام تطيبي

فكوني شجاعة ، وذا همة وعزيمة ، وقوليها بصراحة :حجابي عبادة _ أتقرب بها إلى ربي _ له شروط وهذه العبادة لها شروط :أن يكون ساتراً، واسعاً ، متيناً ، ليس فيه زينة ولا طيب ،ولا يشبه لباس الرجال أو الكفار ، أو لباس شهرة ، وإنما لباس ستر وعفاف .
هذه شروط الحجاب الشرعي ، والأدلة عليها متظافرة في الكتاب والسنة ، ليس هذا مقامها وهي في مظانها معلومة .والكلام عن الحجاب ولباس المرأة ، وعالم الموضات يطول ، وحسـبي ما ذكرت هنا للعاقلات.

السعادة والإيمان :
يتوهم الكثير من الناس أن السعادة في المال والشهرة والجمال ، ثالوث السعادة كما يقال فاندفع الكثير من الفتيات تجري وراء بريقه ، وتسعى وراء تحقيقه ، وربما غرّها حصول الكثير من الشهيرات الجميلات الغنيات على هذا الثالوث ، لكن هل وجدن السعادة الحقيقية ؟!!.أخيتي أيتها الفتاة ،اسمعي الإجابة منهن نطقنها بألسنتهن ،وكتبنها بأيديهن ،فهذه إحداهن كتبت رسالتها .. من هي ؟؟ مارلين مونرو .. امرأة وصلت لحد الشهرة العالمية ، اسمعيها في النهاية تقول : " احذري المجد.احذري كل من يخدعك بالأضواء ، إني أتعس امرأة على هذه الأرض ، لم أستطع أن أكون أماً.إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية ، على كل شيء،إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة ، بل إن هذه الحياة لهي رمز سعادة المرأة .."اهـ[ مارلين مونرو رسالة إلى حواء ص 70]
أيتها الأخت :كوني فتاة عاقلة واستفيدي من تجارب الآخرين ، اسمعي لأقوال بعض الفنانات التائبات فهذه تقول:" لأول مرة أذوق طعم النوم قريرة العين ،مطمئنة البال ، مرتاحة الضمير ".وتلك تقول:" لم أكن أحيا قبل أن يهديني الله..لقد عرفت الحياة الحقيقية بعد الهداية ". وثالثة تقول:" ما أحلى حلاوة الإيمان..وعلى من تذوقتها أن تدل الناس عليها ..أشعر الآن بالأمان الحقيقي في ظل الإيمان ".هؤلاء الممثلات وصلن للشهرة والمال ، وما تحلم به الكثير من الفتيات ، فهل وجدن السعادة والرضا والطمأنينة ؟؟.أبداً إلا بالإيمان حياة الروح ، وروح الحياة .
أيتـها الأمــل :إن السعادة أمامك وأنت تبحثين عنها،وطريقها سهل واضح لصاحبة الهمة والعزيمة ، إنها في القرآن .. ألم تقرأي القرآن في القرآن ؟! :  مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 
فالسعادة ليست بالمال والشهرة ،والسفر والطرب،إن الحياة الطيبة في الإيمان والعمل الصالح ، هكذا أخبر الرحمن في القرآن.
أيتهــا الأمـل:
إن من أعظم أسباب السعادة المحافظة على الصلاة ؛ لأنها صلة بين العبد وربه ،وحال الفتاة مع الصلاة حال يرثى لها ليس بتركها ، فقد أجاب 91% أنهن من المحافظات على الصلاة والحمد الله. ولكن بإهمالها وتأخيرها عن وقتها ، ونقرها كنقر الغراب ، وعدم الطمأنينة فيها ، وهذه كلها من أسباب ردها وعدم قبولها ، فقد تقدمين على الله وليس لك منها ركعة .ومتى نشعر بقيمة الصلاة وأهميتها لحياتنا فأنتِ تعلمين أنك ضعيفة وعرضة للأمراض والعاهات ،وتحتاجين ولا شك لخالقك أن يحفظك ويشفيك ،وأن يوفقك ،وأنت تبحثين عن السعادة والراحة النفسية ، وتشترينها بمال الدنيا كلها .
ولو ألقيت نظرة على العيادات النفسية ،وعلى أماكن قراء الرقى الشرعية ،لوجدتِ عجباً من حالات الاكتئاب والضيق ،والهموم والغموم ، النبي  يقول: "الصلاة نور" فهي نور للقلوب،والله تعالى يقول :  وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى  (124) فهل بعد هذا كله نقطع الصلة بصلاتنا ، أو نتهاون فيها وهي مصدر سعادتنا في الدنيا والآخرة ؟؟ .فاسألي نفسك أخيتي كم هي الصلوات التي خشع فيها قلبك لله !! كم دمعت فيها عينيك خوفاً من الله ؟!وكم هي اللحظات التي اقشعر فيها جلدك من خشية الله ؟!إنها الصلاة مفتاح السعادة من حافظ عليها فهو علىخير مهما وقع منه . آهِ من قسوة قلوبنا ، ويا لله ما أشد غفلتنا !! .. وإلا فكم قد سمعنا عن تلك التي اشتعل عليها قبرها نارا ، والتي انقلب بياضها سوادا ، والتي جَحَضَت عيناها ،ونَتِن ريحُها ، وثقلت جثتها . وهذه صور كلها لسوء الخاتمــة ، لمن تهاونت بالصلاة ، وأخرتها عن وقتها .. فكيف حال من تركها ؟!! نسأل الله العفو والمغفرة .
مفاتيـــــح للشـــــــر.. ؟!
أعتذر إليك أيتها العفيفة فما قادني لهذا العنوان ، إلا ما نسمعه عن بعض الصديقات مع الزميلة ، فهي تدلها كل صباح على كل شر فمرة :خذي هذا الرقم وجربي ؟ لا تكوني معقدة ومتخلفة ، هي مجرد تسلية .ومرة :انظري لصورة هذا الشاب كم هو جميل ، هل تحبين أن تُكلميه ، ثم بعد : هل تحبين أن تقابليه ومرة: خذي هذه الهدية شريط غناء أو فلم ، أو مجلة ساقطة.
ومرة :دعوة على مأدبة الدش الفاضح ، أو التسكع في الأسواق ، أو استراحة راقصة ، أو مناسبة آثمـة. وهكذا امتهنت الدِلالة على الفساد بوسائله علمتْ أو لم تعلم . هي مفتاح للشر كل يوم وكل صباح .وربما في محاضن التعليم _ وللأسف _ عجباً لك يا ابنة الإسلام :كيف تستخدمين "صلة العلم التي هي أشرف الصلات وأكرمها "،في المدارس والكليات لتبادل الأرقام والأفلام ، وجميع وسائل الحرام ؟كيف تجرأت على "القلم الذي هو أفضل أداة للخير، وأعظم وسيلة للفضيلة ، وواسطة للأدب والكمال "،فخططت به الأرقام،ورسائل الحب والغرام ، ونشر الحرام .[ ما بين الأقواس اقتباس من مؤلفات المنفلوطي ص 607] ألم تسمعي للحبيب  يقول : " ويل لمن كان مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير" .
فيا ويلك من الله ،فهل تستطعين أن تتحملي وزرك لوحدك ، يوم أن حملت أوزار الأخريات.أنا على يقين أنك لم تقف وتفكري بقول الله تعالى :  لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ  (النحل25) اسألي نفسك الآن :كم فتاة كنت السبب في دلالتها على الضلال .فبادري بالتوبة ،واستغفري وكفري بالدلالة على الخير ووسائله ،والتحذير من الشر وأبوابه ، قبل فوات الأوان .فيكفيك ذنبك وضعفك .
أيتها الفتاة الطيبة : فتشي في صداقاتك ، واحذري رفيقات السوء ، فإنهن لا يقر لهن قرار ، ولا يهدأ لهن بال حتى تكوني مثلهن ،وأداة طيعة في أيديهن إما لكراهتهن امتيازك عنهن بالخير ، وإما حسداً لك ،فإن الله تعالى أخبر عن المنافقين فقال:  وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء  وقال عثمان  :"ودت الزانية لو زنى النساء كلهن " .فإياك وقطاع الطريق إلى الآخرة ، اللاتي يصدن عن ذكر الله ،كما قال الله:  وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا  .
اعلمي أخيتي :أن رفقة السوء بداية كل شر ،والنقطة الأولى للانحراف والضياع ، فكم من الفتيات هلكن بسببهن ، وكانت النهاية فضائح وسجون ، وهل ينفع حينها الندم ؟ بل هل ينفع الندم يوم القيامة عندما تقولين:  يَاوَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا  (الفرقان 28) لماذا وهي صاحبة الشلل والجلسات ؟لماذا وهي صاحبة المرح والمزاح ؟ فتأتي الإجابة :  لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا  (الفرقان 29) لأنها ما أعانتني يوماً على ذكر الله ، بل كلما انتبهت أو تذكرت أو نصحني ناصح ، سخرتْ مني واستهزأتْ .نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمـين أجمعين .

يا نفـس ويحك قد أتـاك هـداك ** أجيبي داعي الحـق إذ نـاداك .
.
وأخيراً التوبة التوبة :
أيها الأخوات : أبشركن أن 85% من فتيات الاستبانة قلن : نعم ، نفكر في طريق الاستقامة ، وذكر 11% أنهن مترددات ، ولم يقل :لا سوى 4% .وقال 82% : بأن الشخصية المستقيمة ممتازة وأتمنى أن أكون مثلها ، فأقول : لمَ لا تتحول الأمنية إلى حقيقة ؟وما الفرق بينك وبين تلك المستقيمة ؟ وإلى متى وأنتن تحرمن أنفسكن السعادة والراحة ؟ ما الذي يمنعكن من الاستقامة ؟ أجاب60% : هوى في النفس .و11% البيت والأسرة .و10% الصديقات . وغيرها من الأسباب ، وأقول كل هذه الأسباب هي كبيت العنكبوت ، أمام الهمة والعزيمة الصادقة .أخيتي : استعيني بالله ، ثم بصحبة الصالحات ، واصدقي مع الله ، وألحي عليه بالدعاء،ومن يحول بينك وبين التوبة بعد ذلك ، واعلمي أن أعظم دلالات صدق التوبة الندم الذي يجعل القلب منكسراً أمام الله ، وَجِلاً من عذاب الله ، هل سمعت يا أختاه ،قصة الغامدية العجيبة ،أخرجها مسلم في صحيحه فاسمعي لهذه المرأة المؤمنة لقد زنت ، نعم أخطأت وغفلت عن رقابة الله للحظات ، لكن حرارة الإيمان ، وخوفها من الرحمن ،أشعلت قلبها ، وأقظت مضجعها،فلم يهدأ بالها،ولم يقر قرارها :
عصيـت ربي وهـو يــراني
كيــف ألقـاه وقد نهــاني
 وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا 
حَرُ المعصيـة تَتَأجَـج نـاراً في قلـبهـا
وأقلقـها كِبْـرُ الكبيرة في عينــهـا
وقبح الفاحشة يستــعر في صـدرهـا
حتى لم تقنع بالتـوبة بينـها وبين ربهــا
فقالت :أصبت حداً فطهرني !! عجبـاً لها
ولشــأنهـــا
هي محصنـة وتعلم أن الرجم بالحجـارة
حــتى المــوت هـــو حدهــا
فينصرف عنها الحبيب  يمنة ويسرة ويردها
وفي الغـد تأتي لتقـدم له الدليـل على فعلها
لِمَ تَرُدُّنِـي؟ لَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا فَوَاللَّهِ إِنِّي لَحُبْلَى من الزنا.فقال لها :
:" اذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي "
فيـا عجـباً لأمرهــا
تمضـي الشهور والشهور ولم تخمد النار في قلبها
فأتـت بالصـبي في خـرقة تتعجــل أمـرها
هـا قــد ولــدتُهُ فطـهرني،عجـباً لهــا
قال:" اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ " واهـاً لهـا
سنـة ،سنـتان ولم يَطْــفَـأْ حــرَّهـــا
فَلَمَّا فَطَمَتْهُ أَتَتْ بِالصَّبِيِّ وفِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ دليلاً لها
وقالت : قَـدْ فَطَمْـتُهُ وَأَكَـلُ الطَّعَـامِ برهانهــا
فَـدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِـينَ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا
فَحُفِــرَ لَهَــا إِلَى صَــدْرِهَــا
وَأَمَــرَ النَّــاسَ بــرجمـهـــا
فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَى رَأْسَهَا
فَتَنَضَّحَ الدَّمُ عَلَى وَجْـهِ خَالِدٍ فَسَبَّــهَا
فَسَمِعَ نَبِيُّ اللَّهِ  سَبَّهُ إِيَّاهَا فَقَالَ:
"مَهْلًا يَا خَالِدُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَمَّ قَسْمُهَا عَلَى سَبْعِيْن مِنْ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ لَوَسِعَتْهُم "
ثُـمَّ أَمَـرَ بِهَــا
فَصَلَّـى عَلَيْهَــا وَدُفِنَتْ.
أفلا نعجب من حالها ؟
حولين كاملين وحرارة المعصية تلسع فؤادها
وتُحـرق قلبهـا
وتُعـذب ضميرها
فهنيـئـاً لهــا
إنه الخوف من ربها
من لم يبتْ والحبُّ حشو فؤاده لم يدر كيف تُفتت الأكبادُ

إنها قصة عجيبة تعلمنا " أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " ، لكنها التوبة الصادقة ،من القلب الصادق .وأنتِ أخيتي مسلمة عربية لها عادات وتقاليد ، ومن مجتمعات محافظة ، فمهما حاولت التمرد على كل هذا ، نعم .. مهما ابتعدتِ ، حتى لو تركتِ الصلاة ، حتى لو أفطرتِ في نهار رمضان حتى لو خلعتِ عنك جلباب الحياء والعفة ، حتى ولو استرجلتِ فإنك أبداً لا يمكن ان تقتلي بذرة الخير في نفسك ؛ فهي تنازعك ، وسيبقى نداء الفطرة يناديك من أعماق النفس ، وستبقى بذرة الانوثة برقتها وطيبتها ، فكم .. كم من فتاة طيبة القلب فيها حب لله ولرسوله نشأت في أسرة صالحة ، وبين أبوين صالحين ، ولكن بريق الدنيا ، وزيف الفن والغناء والطرب ، والتحظر والموضات أخذها بعيدا عن ربها وعن دينها . إن في الدنيا فتناً كثيرة ، تعصف بقلوب فتياتنا ، تلك القلوب البريئة البيضاء ، فكم في قلوب بياتنا من الخير ، وها هـي تمد يدهـا ، وتصـرخ بفيها ، فمن يأخـذ بيدهـا ؟ إلى من تلـجأ ؟
وأيـن تذهـب ؟
أخيـــتي : ليس لك إلا هو ، ليس لك إلا الله ، إنه الله الرحيم اللطيف ، إنه السد المنيع ، حصن الإيمان والأخلاق ، فقوليها ولا تترددي : ( اللهــم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفري مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) قوليــها .. قوليها من قلب تراكمت عليه الهموم والغموم ( اللهم إني ظلمت نفسي كثيرا ، فإن لم تغفر لي وترحمني لأكوننّ من الخاسرين ) .
قوليها بصدق لتنفضي عنه ظُلَمَ المعاصي والغفلة ، فقد اخبر الحبيب  بقوله : " إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نكتةٌ سَوْداءُ فيِ قَلْبِهِ ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْـفَرَ ، صُقِلَ قَلْبُه ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ ،حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَلِكَ الْرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ :  كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ
فهل تغسلين عن قلبن هذا الران ؛ لتذوقي بصدقٍ صَفَاء الإيمان ، والحب الحقيقي للرحمن ، ام انك تترددين وتضعفين ؟ من اجل نزوة وشهوة .!!
لاَ لاَ أَخَاْلُكِ تَفْعَلِينَ وَبَينَ جَنبْـ ـيكِ اعْتِرَافُ مُـقَصِّرٍ مُتَنَدِّمِ
فَلأَنْتِ أَسْماْ مِنْ سَفَاسِفِ نَزْوَةٍ وَلَكِ الْمَكَنَةُ بَيْنَ تِلْكَ الأَنْجُمِ
وَلأَنْتِ أَكِبَرُ مِنْ غَوَايةِ حَاسِدٍ يَرْمِيْكِ فِي نَزَقٍ فَيُدْمِيْكِ الَّرَّميْ
فَتَفَطَّنْي لِلْمَكْرِ كِيْ لاْ تَقْرَعِي فِيْ النَّاسِ كَالْكُسَعِيِّ سِنَّ تَنَدُمِ
وَتَسَنَّمِـي عَرْشَ الْعَفَافِ فَإِنَّهُ . عِـزٌّ بِهِ تَحْـلُوْ الْحَياةُ وَتَسْلَمِ

أختاه :
قـولي لنفسك حدثيها ، وحاسبيها واصدقيها ..
يا نفـس ويحك قد أتـاك هـداك ** أجيبي داعي الحـق إذ نـاداك .
كَمْ قَدْ دُعِيْتِ إِلَى الرَّشَادِ ، فَتُعْرِضِيْ ** وَأَجِبْتِ دَاعِي الْغِيِّ حِيْنَ دَعَاكِ
قُوْلِيْ لها :
يا نفسُ إلى متى ؟ .. أما آن لك أن ترعوي ؟! أما آن لك أن تزجري ؟! أما تخافين من الموت ، فهو يأتي بغتة ؟ .. أما تخشين من المرض ، فالنفسُ تذهب فلتة ؟
أختاه أخبريني : لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك ، أكان يسُرُّكِ حالُك وما أنت عليه ؟!
أختاه ، كيف بك لو نزل بجسمك عاهة فغيرت جمالك وبهجتك ؟!
أختاه ، إن للموت سكرات ، وللقبر ظلمات ، وللنار زفرات فاسألي نفسك ماذا أعددت لها ؟
أختاه ، إنها الحقيقة لامـفر منها ، فإن الله يقول:"ولا تنس نصيبك من الدنيا " فلماذا أصبح نصيبك أنت كله للدنيا ؟!لماذا نسيت الآخرة ؟ لماذا نسيت الجنة وما فيها من نعيم ، وخضرة وأنهار،وقصور وجمال وخمر وغناء ، وفيها ما لا يخطر على القلب .
أخيتي الغالية : الهوى يقسي القلب ، فكرري المحاولات ، اكثري من الاستغفار والتوبة ، حاولي جاهدي ، واصبري ولا تيأسي ، ولا تستعجلي النتائج ، فإن لهذه المحاولات المتكررة آثارا ستجدينها ولو بعد حين ..

أخيتي الغالية :  أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ "(الحديد 61)
قولي:بلى والله لقد آن ،قولي كفاني ذنوبا وعصيان ،قوليها قبل فـوات الأوان ، فـرغي قلبـك من الشهوات  وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا(27)يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا  (28) النساء ، انتصري على نفسك الضعيفة ، لا تستجيبي لدعاة الرذيلة ، استعذي بالله من الشيطان الرجيم ، ارجعي إلى ربك ، تـوبي إليه ، انهضـي فتـوضأ وصل ركعتين ،ابك على ذنوبك وتقصيرك في حق ربك ، اسمعي للبشارة من الغفور الرحيم  إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا  (الفرقان70) ما أعظمها من بشارة فكل الذنوب تُبدل حسنات ، فما الذي تنتظرين ، هيا أبدلي الانحراف بالاستقامة والأغاني بالذكر والتسبيح ، وسارعي لحلق القرآن ، انكسري بين يدي الله ، أظهري له الذل والخضوع انثري له الدموع ،رددي وقولي:
يا الهي …
جاء بي حر ذنوبي
جاء بي خوف مصيري
ساقني يا رب تأنيب ضميري
ألهبت قلبي سياط الخوف من يوم رهيب
كادتا عيناي أن تبيض من فرط نحيبي
آهٍ .. يا مولاي ما أعظم حــوبي
يا الهي ..
أنا سافرت مع الشيطان في كل الدروب
غير درب الحق ما سافرت فيه
كان إبليس معي في درب تيهي
يجتبيني .. وأنا يا لغبائي اجتبيه
كان للشيطان من حولي جند خدعوني
غرروا بي …
وإذا فكرت في التوبة قالوا لاتتوبي
ربنا رب القلوب

آه يا مولاي ما أعظم حوبي ….
غرني يا رب مالي .. وجمالي .. وفراغي وشبابي
زين الفجار لي حرق حجابي
يا لحمقي …!!
كيف قصرت ومزقت ثيابي !!
أين عقلي !!
حينما فتحت للموضة شباكي وبابي
أنا ما فكرت في اخذ كتابي … بيميني .. أو شمالي
أنا ما فكرت في كي جباه وجنوب
آه يامولاي ما أعظم حوبي ….
يا الهي ..
أنا ما فكرت في يوم الحساب
حينما قدمني إبليس شاة للذئاب
يا لجهلي .. كيف أقدمت على قتل حيائي !!
وأنا أمـقت قتل الأبرياء
يا إلهي ..
أنت من يعلم دائي … ودوائي
..
يا إلهي ..
اهد من سهٌل لي مشوار غيي
فلقد حيرني أمر وليي ..
أغبي ساذج أم متغابي
لم يكن يسأل عن سر غيابي
عن مجيئي وذهابي
لم يكن يعنيه ما نوع حجابي
كان معنيا بتوفير طعامي وشرابي
يا إلهي ..
جئت كي أعلن ذلي واعترافي
أنا ألغيت زوايا انحرافي
وتشبثت بطهري وعفافي
أنا لن أمشي بعد اليوم في درب الرذيلة
جرب الفجار كي يردونني كل وسيلة
دبروا لي ألف حيلة
فليعدوا لقتالي ما استطاعوا
فأمانيهم بقتلي مستحيلة

يا إلهي ..
يا مجيب الدعوات .. يا مقيل العثرات
أعف عني
وأنا عاهدت عهد المؤمنات .. أن تراني
بين تسبيح وصوم وصلاة

خــــاتـمة :
وأخيراً أيتها الفتاة ،وبعد هذا كله ،كوني شجاعة واتخذي القرار ، ولا تترددي ،كوني ممن وصفهن الله فقال  فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ..  [النساء 34] فاحفظ الله يحفظك .

وفي النهاية : أعتذر إليك أيتها الفتاة فربما قسوت عليك ، ولكنها الغيرة والشفقة . ووالله لو كنت املك الهداية والسعادة لبذلتها لك ، لكنها الكلمة الطيبة ، والنصح الصادق ، ففي القلب شفقة ، وفي صدري حرقة ، فمن يناديك مناداتي ، ومن يناجيك مناجاتي ، فهل تسمعين وتستجيبين ؟ وإلا اللهـــم فاشهد وأنت خير الشاهدين .
وبعد الألم يحدونا الأمل ، فها نحن نرى كوكبة من فتياتنا في عمر الورود ، يبذرن بين الزميلات بذرة الخير، ويزرعن فيهن الصلاح
فَجْرٌ تَدَفَـقَ مَنْ سَيَحْبِسَ نُوْرَهُ **** أَرِنيْ يَدَاً سَـدَّتْ عَلَيْنَا المَشْرِقَا
ولي معهن حديث خاص قادم بمشيئة الله ، بعنوان :[وأنت أيتها الأمل ] .أما ما تقدم فهي كلمات لجميع الفتيات ، وخاصة أولئك اللاتي ظلمن أنفسهن ،وأسرفن عليها بالمعاصي والذنوب، فإن أصبت فيها فذلك من فضل الله ومنته عليَ فله الحمد وله الشكر ، وإن أخطأت فيها أو شيء منها فمن نفسي والشيطان وأعلن الرجوع عنها تائباً ومستغفراً ربي غافر الذنب وقابل التوب ، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم .اللهم رد نسائنا إليك رداً جميلا ، اللهم خذ بأيديهن إلى الحق ،اللهم اغفر لهن ذنوبهن ،واستر عيوبهن ،وطهر قلوبهن اللهم احفظ الإسلام والمسلمين ،وعليك بأعداء الدين ،وانصر عبادك الصالحين ،ووفق ولاة أمور المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين ، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ،اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين بالأمن والإيمان ، واجمع كلمتهم على التوحيد والقرآن ، سبحانك اللهم وبحمدك،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك . وصلي اللهم على نبينا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن سار على هديهم إلى يوم الدين .
محاضرة للشيخ إبراهيم بن عبدالله الدويش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاة (ألم وأمل)الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفتاة (ألم وأمل)
» ابن كثير الفصل الثاني الباب 2 قصة موسى كليم الله الجزء الاول
» تحسين ويندوز والاتصال تابع الجزء الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بيت الأسرة :: المنتدى الاسلامي :: المكتبة الاسلامية-
انتقل الى: