طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة ، وأن يشتري طعاما ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد
. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم . خرج الرجل المؤمن متوجها
للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. لقد آمنت
المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم ، وجاء مكانه رجل صالح . لقد فرح الناس بهؤلاء
الفتية المؤمنين. وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل،
لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور،
ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله . فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر
من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة الله على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه
[right]أصحاب الفيل [right]كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة . وقام والي اليمن ( أبرهة ) ببناء كنيسة عظيمة، وأراد أن يغيّر
وجهة حجّ العرب. فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام. وقيل أن رجلا من العرب
ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها. وأن بنوا كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج
للكنيسة. فعزم أبرهة على هدم الكعبة. وجهّز جيشا جرارا، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عنده .
وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة، أرسل أبرهة كتيبة من جنده، ساقت له أموال قريش
وغيرها من القبائل . وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ، كبير قريش وسيّدها.
فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة. ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .
وبعث أبرهة رسولا إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد ، ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم
هذا البيت . انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة . قال عبد المطلب أريد أن يرد علي الملك
مائتي بعير أصابها لي .